للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فاتهم من اتباع الرسل حين أحضروا للعذاب، وطباع البشر تتأثر عند معاينة عذاب غيرهم وتتحسر عليهم، والجمهور بالتّنوين وإثبات ﴿عَلَى﴾، قال في (البحر): "ونداء الحسرة على معنى هذا وقت حضورك وظهورك هذا تقرير بناء مثل هذا عند سيبويه، وهو منادى منكر على قراءة الجمهور" انتهى، "ولا ريب أنّ المستهزين بالناصحين المخلصين المنوط بنصحهم خير الدارين أحقاء بأن يتحسروا ويتحسر عليهم، وقد تلهف على حالهم الملائكة والمؤمنون من الثقلين، ويجوز أن يكون تحسرا من الله عليهم على سبيل الاستعارة لتعظيم ما جنوه على أنفسهم"، قاله البيضاوي.

وعن الحسن أيضا «من القرون إنّهم» (١) بكسر الهمزة على الاستئناف وقطع الجملة عما قبلها رحمة للإعراب، ورويت عن ابن عباس.

وقرأ «لما» (٢) بتشديد الميم ابن عامر وعاصم وحمزة، وكذا أبو جعفر، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ الباقون بالتخفيف، وذكر ب «هود»، فمن ثقّلها كانت عنده بمعنى: «إلاّ»، و ﴿وَإِنْ﴾ نافية، أي: ما كلّ، أي: كلهم إلاّ جميع لدينا، «محضرون» أي: محشورون قاله قتادة، وقال ابن سلام: معذبون، ومن خففف «لما» جعل «إن» المخففة من الثقيلة و «ما» زائدة، أي أن كلّ لجميع، وهذا على مذهب البصريين، وأمّا الكوفيين ف «إنّ» عندهم نافية واللام بمعنى: «إلاّ» و «ما» زائدة، و «لما» المشددة بمعنى: «إلاّ» ثابت في لسان العرب بنقل الثقاة فلا يلتفت إلى زعم الكسائي أنّه لا يعرف ذلك.

وقرأ «الميتة» (٣) بالتّشديد نافع، وكذا أبو جعفر، وسبق ب «البقرة».


(١) يس: ٣١، مفردة الحسن: ٤٤٨، مصطلح الإشارات: ٤٤٢، إيضاح الرموز: ٦١٢، الدر المصون ٩/ ٢٦٢.
(٢) يس: ٣٢، النشر ٢/ ٣٥٤، المبهج ٢/ ٧٧٦، مفردة الحسن: ٤٤٨، البحر المحيط ٩/ ٦٣، الدر المصون ٩/ ١٦٤، التشديد عن ابن جماز عن أبي جعفر، فالإطلاق هنا سبق قلم.
(٣) يس: ٣٣، النشر ٢/ ٣٥٤، المبهج ٢/ ٧٧٦، مصطلح الإشارات: ٤٤٢، إيضاح الرموز: ٦١٢، سورة البقرة: ١٧٣، ٣/ ١٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>