للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأعمش، وقرأ الباقون بفتحها، والضمير للرسول على معنى: بل عجبت من قدرة الله على هذه الخلائق العظيمة وهم يسخرون منك ومن تعجبك، ومما تريهم من أثار قدرة الله تعالى، أو عجبت من إنكارهم البعث وهم يسخرون من أمر البعث، أو عجبت من إعراضهم عن الحق وعما هم عن الهدى، وأن يكونوا كافرين مع ما جئتم به من عند الله.

وقرأ «أأذا متنا» «أأنا لمبعوثون» (١) بالاستفهام في الأوّل والإخبار في الثّاني نافع والكسائي، وكذا أبو جعفر ويعقوب وكل في الاستفهام على أصله فقالون، وكذا أبو جعفر بالتّسهيل مع الفصل بينهما بألف وورش، وكذا رويس بالتّسهيل من غير فصل، والكسائي، وكذا روح بالتحقيق من غير فصل، وقرأ ابن عامر بالإخبار في الأوّل والاستفهام في الثّاني مع تحقيق الهمزتين من غير فصل بينهما إلاّ أنّ أكثر الطّرق عن هشام على الفصل بينهما كما في (الشّاطبيّة) وفاقا لما في (التّيسير) وسائر المغاربة، وقرأ الباقون بالاستفهام فيهما فابن كثير بالتّسهيل من غير فصل بينهما، وافقه ابن محيصن، وقرأ أبو عمرو بالتّسهيل وبالفصل بينهما، وافقه اليزيدي، وقرأ عاصم وحمزة، وكذا حلف بتحقيق الهمزتين من غير فصل، وافقهم الأعمش والحسن قال في (البحر): ومن قرأ «أءذا» بالاستفهام فجواب إذا محذوف، أي: نبعث، ويدل عليه ﴿أَإِنّا لَمَبْعُوثُونَ﴾.

وقرأ «متنا» (٢) في الموضعين بكسر الميم نافع وحفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف، وافقهم ابن محيصن والأعمش، وذكر ب «آل عمران» (٣).


= - أحدهما: أن يكون صادرا عن خفاء الأسباب على المتعجب فيندهش له ويستعظمه ويتعجب منه، وهذا النوع مستحيل على الله، لأن الله لا يخفى عليه شيء، الثاني: أن يكون سببه خروج الشيء عن نظائره، أو عما ينبغي أن يكون عليه مع علم المتعجب، وهذا هو الثابت لله تعالى.
(١) الصافات: ١٦، النشر ٢/ ٣٥٨.
(٢) الصافات: ١٦.
(٣) آل عمران: ١٥٧، ٣/ ٣٧٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>