للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿وَإِنَّ إِلْياسَ﴾ (١) فابن عامر بخلاف عنه بوصل الهمزة «إلياس» فيصير اللفظ بلام ساكنة بعد «إن» ويبتدئ بهمزة مفتوحة، ووافقه ابن محيصن من (المفردة)، والحسن، وقرأ الباقون بقطع الهمزة مكسورة بدءا ووصلا، وبه قرأ ابن عامر في وجهه الثّاني وهو قراءته على الشّاميين، وبه قطع الأهوازي، وروى الوجهين جميعا الوصل والقطع الكازريني عن المطّوّعي عن محمد بن القاسم بن يزيد الاسكندراني عن ابن ذكوان، وذكرهما في (الشّاطبيّة) له كذلك؛ فالوصل له من طريق النّقّاش عن الأخفش، وهو قراة (التيسر) على الفارسي، وبه قطع ابن مجاهد لابن عامر؛ قال ابن الجزري: "وبهما - أي: الوصل والقطع - آخذ في رواية ابن عامر اعتمادا على نقل الأئمة الثقات واستنادا إلى وجهه في العربية وثبوته بالنص" انتهى، ووجه القراءتين أنّه أعجمي سرياني تلاعبت به العرب فقطعت همزته تارة ووصلتها أخرى، وقالوا فيه: «إلياسين» ك: «جبرائين»، وقيل: يحتمل قراءة الوصل أن يكون اسمه «ياسين» ثمّ دخلت عليه «أل» المعرفة كما دخلت على: «ليسع»، و «إلياس» هذا قيل: هو ابن إلياسين المذكور بعد (٢) من ولد هارون أخي موسى، وقيل: بل إلياس إدريس .

واختلف في نصب ﴿اللهَ رَبَّكُمْ وَرَبَّ﴾ (٣) فحفص وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب، وخلف بنصب الجلالة الشريفة والأسمين الكريمين بعدها بدلا من «أحسن»، أو عطف بيان إن قلنا: إن إضافة التفضيل محضة، و ﴿رَبَّكُمْ﴾ نعت و ﴿وَرَبَّ﴾ عطف عليه، ولا يسوغ الوقف على ما قبل، وافقهم الأعمش، وقرأ


(١) الصافات: ١٢٣، النشر ٢/ ٣٥٨، المبهج ٢/ ٧٨٢، مفردة الحسن: ٤٥٤، مفردة ابن محيصن: ٣١٩، مصطلح الإشارات: ٤٥١، إيضاح الرموز: ٦٢١، الدر المصون ١٢/ ٢١٤.
(٢) أي في الآية: ١٣٠، أي «إلياسين».
(٣) الصافات: ١٢٦، النشر ٢/ ٣٦٠، المبهج ٢/ ٧٨٣، مفردة الحسن: ٤٥٥، مصطلح الإشارات: ٤٥١، إيضاح الرموز: ٦٢١، البحر المحيط ٩/ ٩٩، الكشاف ٤/ ٦٠، الدر المصون ٩/ ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>