للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاستسخار منهم أم ازدراهم وتحقيرهم، وإن أبصارنا كانت تعلوا عنهم وتقبحهم، ويكون استفهام على معنى الإنكار على أنفسهم للاستسخار والرفع جميعا، وقال الحسن: كلّ ذلك قد فعلوا: اتخذوهم سخريا، وزاعت عنهم أبصارهم محقرة لهم، ويكون كقولك: أزيد عندك أم عندك عمروا استفهت عن زيد ثمّ اضربت عن ذلك، واستفهمت عن عمرو فالتقدير: بل أزاغت عنهم الأبصار، قال: ويجوز أن يكون قولهم أم زاغت عنهم الأبصار له تعلق بقوله: ما لنا لا نرى رجالا كنا لأنّ الاستفهام أولا دلّ على انتفاء رؤيتهم إياهم، وذلك دليل على أنّهم ليسوا معهم في النّار ثمّ أضربوا عن هذا واستفهموا فقالوا: بل أزاغت عنهم أبصارنا وهم فيها فنفوا أولا ما يدل على كونهم ليسوا معهم ثمّ جوزوا أن يكونوا معهم، ولكن أبصارهم لم ترهم" انتهى.

وقرأ «سخريا» (١) بضمّ السّين نافع وحمزة والكسائي، وكذا أبو جعفر وخلف، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بكسرها ومعناها المشهور/من السخر وهو الهزء، وقيل: بكسر السّين من التّسخير.

ولا خلاف في عدم إمالة ﴿زاغَتْ﴾ (٢).

وقد انتج من الخلف في إمالة ﴿الْأَشْرارِ﴾ وفتحها وقطع همزة ﴿أَتَّخَذْناهُمْ﴾ ووصلها وضم سين ﴿سِخْرِيًّا﴾ وكسرها عشر قراءات:

الأولى: فتح ﴿الْأَشْرارِ﴾ وقطع همزة ﴿أَتَّخَذْناهُمْ﴾ وضم سين ﴿سِخْرِيًّا﴾


(١) ص: ٦٣، النشر ٢/ ٣٦٣، مصطلح الإشارات: ٤٥٥، إيضاح الرموز: ٦٢٥، البحر المحيط ٩/ ١٧٠.
(٢) ص: ٦٣، قال في النشر ٢/ ٦٠: "إلاّ ﴿زاغَتْ﴾ فقط وهي في «الأحزاب» و «صاد» فإنّه لا خلاف عنه في استثنائه - أي من الإمالة -، وإن كانت عبارة التجريد تقتضى إطلاقه؛ فهو مما اجتمعت عليه الطرق من هذه الروايات، وانفرد ابن مهران بإمالته عن خلاد نصا، وهي رواية العبسي، والعجلى عن حمزة، وقد خالف ابن مهران في ذلك سائر الرواة".

<<  <  ج: ص:  >  >>