للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وافقهم ابن محيصن واليزيدي.

واختلف في ﴿فَأَطَّلِعَ﴾ (١) فحفص بنصب العين جواب الأمر في قوله ﴿اِبْنِ لِي﴾ فنصب ب «أن» مضمرة بعد الفاء في جوابه على قاعدة البصريين كقوله (٢):

يا ناق سيري عنقا فسيحا … إلى سليمان فنستريحا

وقال ابن جبارة وابن عطية: "على جواب التمني"، قال الزّمخشري: "على جواب الترجي تشبيها للترجي" انتهى، وقد فرّق النّحاة بين التمني والترجي فذكروا أنّ التمني يكون في الممكن والممتنع، والترجي يكون في الممكن، وبلوغ أسباب السموات غير ممكن، لكن فرعون أبرز ما لا يمكن في صورة الممكن تمويها على سامعيه، وأمّا النّصب بعد الفاء في جواب الترجي فشيء أجازه الكوفيون ومنعه البصريون، واحتج الكوفيون بهذه القراءة وبقراة عاصم «فتنفعه الذكرى» في «عبس» إذ هو جواب الترجي في قوله: ﴿لَعَلَّهُ يَزَّكّى * أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرى﴾ الآتي البحث فيه إن شاء الله - تعالى -، وقرأ الباقون بالرّفع عطفا على ﴿أَبْلُغُ﴾.

وقرأ «وصد» (٣) بضمّ الصّاد عاصم وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب وخلف، وعن الأعمش بكسرها، وقرأ الباقون بالفتح، وسبق ب «الرعد».

وأثبت الياء في ﴿اِتَّبِعُونِ أَهْدِكُمْ﴾ (٤) وصلا قالون وورش من طريق


(١) غافر: ٣٧، النشر ٢/ ٣٦٦، المبهج ٢/ ٤٩٥، مصطلح الإشارات: ٤٢٠، إيضاح الرموز: ٥٥٥، الدر المصون ٩/ ٤٨٢، البحر المحيط ٩/ ٢٥٩، المحرر الوجيز ٤/ ٦٢٧، الكامل: ٦٣١، وفيه: جواب اليمين.
(٢) البيت من الرجز، وهو لأبي النجم العجلي، والعنق: ضرب من السير، والشاهد فيه: (فنستريحا) حيث نصب الفعل المضارع بأن المضمرة وجوبا بعد فاء السببية الواقعة في جواب الأمر، انظر: ديوان العجلي: ٨٢، الكتاب ٣/ ٣٥، شرح المفصل ٧/ ٢٦، شرح الكافية ٣/ ١٥٤٤، همع الهوامع ٢/ ٣٨٦.
(٣) غافر: ٣٧، النشر ٢/ ٣٦٧، سورة الرعد: ٣٣، ٥/ ٢٦٥.
(٤) غافر: ٣٨، النشر ٢/ ٣٦٧، المبهج ٢/ ٧٩٦، المصطلح: ٤٢٠، إيضاح الرموز: ٥٥٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>