للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿أَشَهِدُوا﴾ (١) فنافع، وكذا أبو جعفر بهمزة مفتوحة ثمّ أخرى مضمومة مسهلة بينها وبين الواو وسكون الشّين، فأدخل همزة التوبيخ على ﴿أَشَهِدُوا﴾ فعلا رباعيّا مبنيّا للمفعول، وفيه وجهان:

أحدهما: أن يكون حذف الهمزة لدلالة القراءة الأخرى عليها.

والثّاني: أن تكون الجملة خبرية وقعت صفة لإناثا أي: جعلوهم إناثا مشهودا خلقهم كذلك.

وفصل بين الهمزتين بألف قالون بخلف عنه، وكذا أبو جعفر وجها واحدا، وتعيّن لورش عدم الفصل والله أعلم، وقرأ الباقون بهمزة الاستفهام داخلة على «شهدوا» مفتوحة الشّين ماضيا مبنيّا للفاعل أي: أحضروا خلق الله إيّاهم فشاهدوهم إناثا فإنّ ذلك ممّا يعلم بالمشاهدة وهو تجهيل وتهكم بهم، قال في (البحر):" وليس ذلك شهادة تحمل المعاني التي يطلب أن تؤدى، وقيل: سألهم رسول الله : "ما يدريكم أنّهم إناثا؟، قالوا: سمعنا ذلك من آبائنا ونحن نشهد أنّهم لم يكذبوا، فقال تعالى:

سنكتب شهادتهم ويسألون عنها، أي في الآخرة".

وعن الحسن «شهاداتهم» (٢) بالجمع.

واختلف في ﴿قُلْ أَوَلَوْ﴾ (٣) فابن عامر وحفص ﴿قُلْ﴾ فعلا ماضيا، أي قال:

النذير، أو الرّسول وهو النّبي ، وقرأ الباقون ﴿قُلْ﴾ بغير ألف على الأمر، ويجوز أن يكون للنذير أو للرسول وهو الظاهر.


(١) الزخرف: ١٩، المبهج ٢/ ٨٠٥، مصطلح الإشارات: ٤٧٢، إيضاح الرموز: ٦٤٦، النشر ٢/ ٣٦٩، الدر المصون ٩/ ٥٨٠، تفسير البيضاوي ٥/ ١٤٢، البحر المحيط ٨/ ١٠، المحرر الوجيز ٥/ ٤٥.
(٢) مفردة الحسن: ٤٧٣.
(٣) الزخرف: ٢٤، النشر ٢/ ٣٧٠، المبهج ٢/ ٨٠٥، مصطلح الإشارات: ٤٧٢، إيضاح الرموز: ٦٤٦، الدر المصون ٩/ ٥٨١.

<<  <  ج: ص:  >  >>