للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿يَصِدُّونَ﴾ (١) فنافع وابن عامر والكسائي، وكذا أبو جعفر وخلف بضمّ الصّاد، ووافقهم الحسن والأعمش، وقرأ الباقون بكسرها فقيل: هما بمعنى واحد مثل: «يعرشون ويعرشون»، وقيل: ضم الصّاد بمعنى الإعراض عن الحق من أجل ضرب المثل، والكسر بمعنى يصيحون وترتفع لهم جلبة فرحا بضرب المثل، وروى الضّم عن علي، وأنكره ابن عباس قالوا: "ولعله قبل بلوغه تواترها".

وقرأ ﴿أَآلِهَتُنا﴾ (٢) نافع وابن كثير وأبو عمرو وابن عامر، وكذا أبو جعفر / ٤١٤ ب/ورويس بتسهيل الهمزة الثّانية بين بين/وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، ولم يبدلها أحد عن ورش بل اتفق أصحاب الأرزق كلّهم على تسهيلها بين بين لما يلزم من التباس الاستفهام بالخبر باجتماع الألفين وحذف إحداهما، وقرأ عاصم وحمزة والكسائي، وكذا روح وخلف بتحقيق الهمزة الثّانية، وافقهم الأعمش، واتّفقوا على عدم الفصل بينهما بألف قال في (النّشر): لئلا يصير اللفظ في تقدير أربع ألقاب:

همزة الاستفهام، والألف الفاصلة، وهمزة القطع والمبدولة من الهمزة السّاكنة، وهو إفراط في التطويل وخروج عن كلام العرب، ولم يقرأ أحد بهمزة واحدة فيما رأيت إلاّ ما رواه أبو الأزهر عن ورش، واحتمل أن يكون خبرا محضا فتكون ﴿أَمْ﴾ منقطعة فتقدر ب ﴿بَلْ﴾ والهمزة واحتمل أن تكون استفهاما كالجمهور، وحذفت همزة الاستفهام لدلالة ﴿أَمْ﴾ عليها فتكون متصلة عطفا على ﴿أَآلِهَتُنا﴾ وهو من عطف المفردات التقدير: أآلهتنا أم هو خير، أي أيّهما خير وعلى قراءة ورش هذه يكون هو مبتدأ وخبره محذوف تقديره: بل أهو خير، وليست ﴿أَمْ﴾ حينئذ عاطفة و ﴿جَدَلاً﴾ مفعول من أجلة أي لأجل الجدل واللمز إلاّ لإظهار الحق، وقيل: هو مصدر في موضع الحال أي إلاّ مجادلين.


(١) الزخرف: ٥٧، النشر ٢/ ٣٧٠، المبهج ٢/ ٨٠٦، مفردة الحسن: ٤٧٤، مصطلح الإشارات: ٤٧٦، إيضاح الرموز: ٦٤٨، الدر المصون ٩/ ٦٠٠، البحر المحيط ٩/ ٣٨٥.
(٢) الزخرف: ٥٨، المبهج ٢/ ٨٠٦، النشر ٢/ ٣٧٠، الدر ٩/ ٦٠١، البحر المحيط ٩/ ٣٨٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>