للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ ﴿فَلا خَوْفٌ﴾ (١) بفتح الفاء من غير تنوين يعقوب، وافقه/الحسن، وعن/ ٤١٩ أ/ ابن محيصن بضمّ الفاء من غير تنوين، وقرأ الباقون بالرّفع والتّنوين كما في «البقرة» (٢).

واختلف في «﴿بِوالِدَيْهِ إِحْساناً﴾» (٣) فعاصم وحمزة والكسائى، وكذا خلف بزيادة همزة مكسورة قبل الحاء وإسكانها وفتح السّين وألف بعدها وهي منصوبة بفعل مقدّر مصدرا حذف عاملة، أي: وصّيناه أن يحسن اليهما إحسانا، وقيل: بل هو مفعول به على تضمين «﴿وَصَّيْنَا﴾» معنى ألزمنا، فيتعدى إلى مفعولين فيكون مفعولا ثانيا، وقيل: هو منصوب على المفعول له، أي: وصّيناه بهما إحسانا منّا إليهما، أو يقال:

وصّيناه بهما لإحساننا إليهما فيكون الإحسان من الله - تعالى -، وافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بضمّ الحاء وسكون السّين من غير همز ولا ألف مفعولا به على تقدير حذف مضاف وموصوف، أي: امرأ ذا حسن، وأمّا موضع «العنكبوت» فك «قفل»، ومواضع «البقرة» و «النّساء» و «الأنعام» و «الاسراء» (٤) ك «إكرام» اتفاقا.

وقرأ ﴿كُرْهاً﴾ (٥) بفتح الكاف نافع وابن كثير وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر، ووافقهم ابن محيصن واليزيدي وابن ذكوان، وهشام بخلف عنه، وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب وخلف، ووافقهم الحسن والأعمش، والفتح والضم لغتان بمعنى واحد ك «الفقر» و «الفقر»، وقيل: بالضّم المشقة وبالفتح الغلبة والقهر، وأمّا قول أبي حاتم: "الكرة بالفتح لا يحسن لأنّه بالفتح الغضب والغلبة" فلا يلتفت إليه


= - وعليه فقد قرأ بالوجهين واختياره التاء، وعلى ذلك فالخلاف عن البزي مروي عن الفارسي في هذه الكلمة، والله أعلم.
(١) الأحقاف: ١٣، النشر ١/ ٢١٢.
(٢) البقرة: ٣٨، ٣/ ٨٦.
(٣) الأحقاف: ١٥، النشر ٢/ ٣٧٣، المبهج ٢/ ٨١٣، مصطلح الإشارات: ٤٨٥، إيضاح الرموز: ٦٥٩، الدر المصون ٩/ ٦٦٧.
(٤) العنكبوت: ٨، البقرة: ٨٣، ٣/ ١١٦، النساء: ٣٦، الأنعام: ١٥١، الإسراء: ٢٣.
(٥) الأحقاف: ١٥، النشر ٢/ ٣٧٤، المبهج ٢/ ٨١٣، مصطلح الإشارات: ٤٨٥، إيضاح الرموز: ٦٥٩، مفردة الحسن: ٤٨١، الدر المصون ٩/ ٦٦٨، البحر المحيط ٩/ ٤٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>