للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفتح ياء ﴿وَلكِنِّي أَراكُمْ﴾ (١) نافع والبزي وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر، ووافقهم اليزيدي.

واختلف في «﴿لا يُرى إِلاّ مَساكِنُهُمْ﴾» (٢) فعاصم وحمزة، وكذا يعقوب، وخلف بياء من تحت مضمومة على الغيب مبينا للمفعول ﴿مَسْكَنِهِمْ﴾ بالرّفع لقيامه مقام / ٤٢٠ أ/الفاعل، وافقهم الأعمش لكن عاصم، وكذا يعقوب فتحا/الرّاء، وحمزة، وكذا خلف، ووافقهما الأعمش بإمالتها، وعن الحسن بضمّ التّاء من فوق مبنيّا للمفعول، ﴿مَسْكَنِهِمْ﴾ بالرّفع لقيامه مقام الفاعل، قال السمين: إلاّ أنّ هذا عند الجمهور لا يجوز، يعني إذا كان الفاصل «إلاّ» فأنّه يمتنع لحاق علامة التّأنيث في الفعل إلاّ في ضرورة كقوله (٣):

فما بقيت إلاّ الضلوع الجراشع

وعن المطّوّعي ﴿يُرى﴾ (٤) بضمّ الياء من تحت مبنيّا للمفعول، ﴿مَسْكَنِهِمْ﴾ بالتّوحيد وضم النّون، واجتزئ بالمفرد عن الجمع تصغيرا لشأنهم، وأنّهم لما هلكوا في وقت واحد فكأنهم كانوا في مسكن واحد، وقرأ الباقون بفتح تاء الخطاب، و «مساكنهم» بالنّصب مفعولا به، وكلهم جمع: «مساكن» إلاّ المطّوّعي كما مرّ،


(١) الأحقاف: ٢٣، النشر ٢/ ٣٧٣، مصطلح الإشارات: ٤٨٦، إيضاح الرموز: ٦٦٠.
(٢) الأحقاف: ٢٥، النشر ٢/ ٣٧٣، المبهج ٢/ ٨١٤، مفردة الحسن: ٤٨٤، مفردة ابن محيصن: ٣٣٣، مصطلح الإشارات: ٤٨٦، إيضاح الرموز: ٦٦٠، الدر المصون ٩/ ٦٧٥.
(٣) البيت من الطويل لذي الرمة، وتمامه:
طوى النحز والأجراز ما في غروضها … وما بقيت إلا الضلوع الجراشع
والجراشع: جمع جرشع وهو الغليظ المرتفع، والشاهد: (بقيت) حيث أنث الفعل مع الفصل بألا مع أن المختار حذف التاء؛ لوجود الفصل ب (ألا)، والفاعل الذي أنث له الفعل جمع التكسير (الضلوع)، انظر: ديوان ذي الرمة: ١٢٩٦، المعجم المفصل ٤/ ٣٠٠، شرح الشواهد الشعرية ٢/ ٩٩.
(٤) الأحقاف: ٢٥، النشر ٢/ ٣٧٣، مفردة ابن محيصن: ٣٣٣، مفردة الحسن: ٤٨٤، المصطلح: ٦٦٠، البحر المحيط ٩/ ٤٤٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>