للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأمّا ﴿رَآهُ﴾ فأمال الرّاء والهمزة النّقّاش عن الأخفش عنه، وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش وأمال الهمزة، وفتح الرّاء الجمهور عن الصّوري، وفتح الجمهور عن الحلواني عن هشام الرّاء والألف في الكلمتين والأكثرون عن الدّاجوني على إمالتهما فيهما، وقرأ أبو بكر في رواية الجمهور عن يحيى بإمالة الرّاء والهمزة في ﴿رَأْيَ﴾، وبفتحهما في رواية الجمهور عن العليمي، ومن طريق (المبهج) عن أبي عون عن يحيى وعن الرزاز عن العليمي، وبفتح الرّاء وإمالة الهمزة من (العنوان)، وكذا الخلف له في ﴿رَآهُ﴾ إلاّ أنّ العليمي عنه بفتح الرّاء والهمزة، وقرأ حمزة والكسائي، وكذا خلف بإمالتهما فيهما، ووافقهم الأعمش، وفتحهما فيهما قالون وورش من طريق الأصبهاني، وابن كثير وحفص، وكذا أبو جعفر ويعقوب، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن.

واختلف في ﴿ما كَذَبَ﴾ (١) فهشام، وكذا أبو جعفر بتشديد الذّال أي ما رآه محمد بعينه صدّقه قلبه ولم ينكره، و «ما» مفعول به موصول، والعائد محذوف، ففاعل «رأى» ضمير يعود على النّبي ، وافقهما الحسن، وقرأ الباقون بتخفيفهما، فقيل فيها ما قيل في الأولى، و ﴿كَذَبَ﴾ يتعدى بنفسه، وقيل: هو على إسقاط الخافض، أي: فيما راه قاله مكّي (٢) وغيره، وجوّز في ما وجهين أحدهما: أن تكون بمعنى الذي، والثّاني: أن تكون مصدرية، ويجوز أن يكون فاعل «رأى» ضميرا يعود على الفؤاد، أي: لم يشك قلبه فيما راه بعينه قاله في (الدر)، وقال البيضاوي: "أي: ما كذب بصره بما حكاه له، فإنّ الأمور القدسية تدرك أولا بالقلب ثمّ تنتقل منه إلى البصر، أي: ما قال فؤاده لمّا راه لم أعرف، ولو قال ذلك لكان كاذبا لأنّه عرفه بقلبه كما رآه ببصره" انتهى.


(١) النجم: ١١، النشر ٢/ ٣٨٠، المبهج ٢/ ٨٢٩، مفردة الحسن: ٥٠٠، مصطلح الإشارات: ٥٠٣، إيضاح الرموز: ٦٧٨، الدر المصون ١٣/ ٢٠٩، تفسير البيضاوي ٥/ ٢٥٤.
(٢) إعراب مشكل القرآن ٢/ ٣٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>