للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

واختلف هل رأى ربّه بعيني رأسه، وعليه الجمهور، وأبت عائشة، والصحيح أنّ المراد في الآية جبريل ، وفي كتابي (المواهب اللدنية) (١) من مباحث ذلك ما يشفي ويكفي.

/ ٤٢٩ أ/واختلف في/ ﴿أَفَتُمارُونَهُ﴾ (٢) فحمزة والكسائي، وكذا يعقوب، وخلف بفتح التّاء وسكون الميم من غير ألف من مريته حقّه إذا غلبته وحجدته إيّاه، وعدّى ب ﴿عَلى﴾ لتضمنه معنى الغلبة، ويحتمل أن تكون من مراه على كذا إذا غلبه عليه فهو من المراء وهو الجدال، ووافقهم الأعمش، وقرأ الباقون بضمّ التّاء وفتح الميم وألف بعدها من ماراه يماريه مراءاة، أي: جادله، واشتقاقه من «مري الناقة» وهو استخراج ضرها لأنّ كلا من المتجادلين يستخرج ما عند صاحبه (٣)، وكان من حقه أن يتعدى ب «في» كقوله: "جادلته في كذا"، وإنّما ضمّن معنى الغلبة فعدّى تعديتها، والهمزة للتوبيخ.

وأمال حمزة وحده ﴿زاغَ﴾ (٤) وفتحها الباقون، وكذا حكم ﴿زاغُوا﴾ ب «الصف» (٥).

وقرأ ﴿أَفَرَأَيْتُمُ﴾ (٦) بتسهيل الهمزة الثّانية بين بين نافع، زاد ورش من طريق الأزرق في أحد وجهيه إبدالها ألفا مع المدّ المشبع للسّاكنين، وحذفها للكسائي، وأثبتها محققة الباقون، وسبق ب «الأنعام» (٧).


(١) حديث عائشة في البخاري ٨/ ٦٠٦ (٤٨٥٥)، المواهب اللدنية ٢/ ٣٨٤.
(٢) النجم: ١٢، النشر ٢/ ٣٨٠، المبهج ٢/ ٨٢٩، مصطلح الإشارات: ٥٠٣، إيضاح الرموز: ٦٧٨، الدر المصون ١٠/ ٨٩، تفسير البيضاوي ٥/ ٢٥٤.
(٣) كنز المعاني ٥/ ٢٣٤٢.
(٤) النجم: ١٧.
(٥) الصف: ٥.
(٦) النجم: ١٩.
(٧) سورة الأنعام: ٤٠، ٤/ ١٩٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>