للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في «خاشع» (١) فأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا يعقوب وخلف بفتح الخاء وألف بعدها وكسر الشّين مخففا بالإفراد، وهي جارية على اللغة الفصحى من حيث إنّ الفعل وما جرى مجراه إذا قدّم على الفاعل وحّد تقول: تخشع أبصارهم، ولا تقول: تخشعن أبصارهم، ووافقهم اليزيدي والحسن والأعمش، وقرأ الباقون بضمّ الخاء وفتح الشّين وتشديدها من غير ألف، قال الزّمخشري: على تخشعن أبصارهم، وهي لغة من يقول: «أكلوني البراغيث»، وهي طيء انتهى، وتعقبه في (البحر) فقال: ولا يجري جمع التكسير مجرى السلامة فيكون على تلك اللغة النادرة القليلة، وقد نصّ سيبويه (٢) على أنّ جمع التكسير أكثر في كلام العرب، فكيف يكون أكثر ويكون على تلك اللغة النادرة القليلة؟، وكذا ذكر الفرّاء (٣) حين ذكر الإفراد مذكرا ومؤنثا وجمع التكسير، قال: "لأنّ الصّفة متى تقدّمت على الجماعة جاز فيها جميع ذلك، والجمع موافق للفظها فكان أشبه" انتهى، وإنّما يخرج على تلك اللغة إذا كان الجمع مجموعا بالواو والنّون نحو: "مررت بقوم كريمين آباؤهم"، والزمخشري قاس جمع التكسير على هذا الجمع السالم، وهو قياس فاسد يردّه النّقل عن العرب: أنّ جمع التكسير أجود من الإفراد كما ذكرناه عن سيبويه، وكما دلّ عليه كلام الفرّاء، انتهى، وقال الجعبري: "وجه جمعه: حمل التكسير على الواحد بجامع الإعراب بالحركة و «فعّل» أشهر صيغ جمع «فاعل» صفة مع تحصيله معنى: ﴿خاشِعَةً أَبْصارُهُمْ﴾ (٤) وبان من هذا وهم من قال: هو على لغة من يقول: تخشعن أبصارهم، تابع الزّمخشري في قوله على لغة من يقول: «يخشعن أبصارهم» تابع الزّمخشري في قوله


(١) القمر: ٧، النشر ٢/ ٣٨١، المبهج ٢/ ٨٣٢، مفردة ابن محيصن: ٣٤٨، مفردة الحسن: ٥٠١، مصطلح إشارات: ٥٠٧، إيضاح الرموز: ٦٨١، الدر المصون ١٠/ ١٢٧، البحر المحيط ١٠/ ٣٦، الكشاف ٤/ ٤٣٢، كنز المعاني ٥/ ٢٣٤٥.
(٢) الكتاب ١/ ٢٣٨.
(٣) معاني القرآن للفراء ٣/ ١٠٥.
(٤) القلم: ٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>