للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

على لغة: «أكلونى البراغيث» انتهى، وقال أبو حيّان: ومن قرأ ﴿خُشَّعاً﴾ جمع تكسير فلأن الجمع موافق لما بعده وهو ﴿أَبْصارُهُمْ﴾، وموافق للضمير الذي هو صاحب الحال في ﴿يُخْرَجُونَ﴾، وهو نظير قولهم: «مررت برجال كرام آباؤهم»، وخشوع الأبصار كناية عن الذلة، وهي في العيون أظهر منها في سائر الجوارح، وكذلك أفعال النفس من ذلة وعزة وحياء وخوف وغير ذلك.

وأثبت الياء في ﴿إِلَى الدّاعِ﴾ (١) وصلا نافع وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر، وافقهم الحسن واليزيدي في الحالين ابن كثير، وكذا يعقوب، وافقهما ابن محيصن.

وقرأ ﴿فَفَتَحْنا﴾ (٢) بتشديد التّاء ابن عامر، وكذا ابن وردان وابن جمّاز وروح بخلف عنه كما في «الأنعام» (٣).

وقرأ ﴿عُيُوناً﴾ (٤) بكسر العين ابن كثير وابن ذكوان وأبو بكر وحمزة والكسائي، ووافقهم ابن محيصن من (المبهج)، والأعمش، وضمّها الباقون (٥)، وبه قرأ ابن محيصن من (المفردة)، وانتصب ﴿عُيُوناً﴾ على التمييز، جعلت الأرض كلّها كأنّها عيون تتفجر، وهو أبلغ من:" وفجرنا عيون الأرض "، ومن منع مجيء التمييز من المفعول أعربه حالا، وتكون مقدرة قيل: أربعين يوما.

وعن المطّوّعي إدغام النّون الأولى من «بأعينّا» (٦) في الثّانية، والمعنى تجري بحفظ منّا وكلاءة.


(١) القمر: ٨، النشر ٢/ ٣٨١، المبهج ٢/ ٨٣٢، مصطلح إشارات: ٥٠٧، إيضاح الرموز: ٦٨١.
(٢) القمر: ١١، الأنعام: ٤٤، النشر ٢/ ٣٨١، المبهج ٢/ ٨٣٢، مصطلح إشارات: ٥٠٧، إيضاح الرموز: ٦٨١.
(٣) سورة الأنعام: ٤٤، ٤/ ١٩٨.
(٤) القمر: ١٢، النشر ٢/ ٣٨١، مصطلح إشارات: ٥٠٧، إيضاح الرموز: ٦٨١، البحر المحيط ١٠/ ٣٩، الدر المصون ١٠/ ١٣٢.
(٥) سورة البقرة: ١٨٩، ٣/ ١٦٧.
(٦) القمر: ١٤، مصطلح إشارات: ٥٠٧، إيضاح الرموز: ٦٨١، البحر المحيط ١٠/ ٣٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>