للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأنّ الولدان تطوف عليهم بالحور أيضا، فإنّ فيه لذّة لهم، طافوا عليهم بالمأكول والمشروب والمتفكة بعد المنكوح، وإلى هذا ذهب أبو عمرو بن العلاء وقطرب، ولا التفات إلى قول أبي البقاء:" عطفا على «أكواب» في اللفظ دون المعنى؛ لأنّ الحور لا يطاف بها " (١)، وافقهم الحسن والأعمش، وقرأ الباقون برفعهما عطفا على ﴿وِلْدانٌ﴾، أي: الحور يطفن عليهم بذلك كما الولائد في الدنيا، أو عطفا على الضّمير المستكن في ﴿مُتَّكِئِينَ﴾، وسوّغ ذلك الفصل بينهما، أو عطفا على مبتدأ وخبر حذفا معا تقديره: لهم هذا كله وحور عين، قاله أبو حيّان، وتعقبه تلميذه السمين فقال:" فيه نظر لأنّه إنّما عطف على المبتدأ وحده، وذلك الخبر له، ولما عطف هو عليه، أو يكون خبر المبتدأ مضمر، أي: نساءهم حور عين، قاله أبو البقاء (٢) ".

ويوقف على ﴿كَأَمْثالِ اللُّؤْلُؤِ﴾ (٣) ونحوه ممّا همزته مكسورة بعد ضم حمزة وهشام، ووافقهما الأعمش بإبدال الهمزة واوا ساكنة لسكونها بعد ضم على القياس، وبإبدالها واوا مكسورة على المفعول من مذهب الأخفش، ويتّحد مع السّابق إن وقف بالسكون، وإن وقف بالرّوم فيكون وجهين، ويجوز ثالث وهو: التّسهيل كالياء على مذهب سيبويه وغيره، ورابع كالواو وهو المعضل.

وقرأ ﴿عُرُباً﴾ (٤) بسكون الرّاء أبو بكر وحمزة، وكذا خلف، وسبق ب «آل عمران».

وقرأ ﴿أَإِذا﴾ و ﴿أَإِنّا﴾ (٥) بالاستفهام في الأوّل والإخبار في الثّاني نافع والكسائي، وكذا أبو جعفر ويعقوب، وكلّ في الاستفهام على أصله فقالون وكذا


(١) الإملاء ٢/ ٢٥٤.
(٢) الإملاء ٢/ ٢٥٤.
(٣) الواقعة: ٢٣.
(٤) الواقعة: ٣٧، النشر ٢/ ٣٨٣، المبهج ٢/ ٨٣٨، مصطلح الإشارات: ٥١٣، إيضاح الرموز: ٦٨٦، الصواب بسورة البقرة: ٦٧، ٣/ ١٤٤.
(٥) الواقعة: ٤٧، النشر ٢/ ٣٨٣، المبهج ٢/ ٨٣٨، مصطلح الإشارات: ٥١٣، إيضاح الرموز: ٦٨٦، باب الهمزتين من كلمة ٢/ ١٨٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>