للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

هي عوض عن همزة الوصل كما في ﴿آلذَّكَرَيْنِ﴾ وهذا ليس بشيء؛ لأنّ هذه مكسورة فكيف تبدل ألفا؟، وأيضا فإنّما قلبناها هناك ألفا ولم نحذفها، وإن كان حذفها مستحقا لئلا يلتبس الاستفهام بالخبر، وهنا لا لبس "، انتهى، وقال ابن عطية:

"وقرأ أبو جعفر ﴿أَسْتَغْفَرْتَ﴾ بمده على الهمزة وهي ألف التسوية ثمّ قال:

"وهذا ضعيف لأنّه أثبت همزة الوصل، وقد أغنت عنها همزة الاستفهام "انتهى، وقرأ الجمهور بهمزة واحدة مفتوحة مقطوعة من غير مد، وهي همزة التسوية التي أصلها للاستفهام.

وعن الحسن «لنخرجن» (١) بنون العظمة وكسر الرّاء ونصب ﴿الْأَعَزُّ﴾ مفعولا به، والجمهور بالياء المضمومة وكسر الرّاء مسندا إلى ﴿الْأَعَزُّ﴾ و ﴿الْأَذَلَّ﴾ مفعول به.

وأدغم لام ﴿يَفْعَلْ﴾ (٢) في ذال ﴿ذلِكَ﴾ أبو الحارث عن الكسائي.

وعن ابن محيصن ضم باء «﴿رَبِّ﴾» (٣) وسبقا في «الإدغام الصغير» و «البقرة».

واختلف في «وأكون» (٤) فأبو عمرو بالواو ونصب النّون عطفا على ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ المنصوب ب «أنّ» بعد جواب التمني وهو قوله ﴿لَوْلا أَخَّرْتَنِي﴾، وثبتت الواو على الأصل، ووافقه الحسن واليزيدي، وابن محيصن في أحد وجهي (المبهج)، وقرأ الباقون بحذف الواو لالتقاء السّاكنين وبجزم النّون، قال الزّمخشري:

"عطفا على محل ﴿فَأَصَّدَّقَ﴾ كأنّه قيل: إن أخرتني أصدق وأكن "، وقال ابن


(١) المنافقون: ٨، مفردة الحسن: ٥١٨، مصطلح الإشارات: ٥٢٦، إيضاح الرموز: ٧٠٠، الدر المصون ١٠/ ٣٤٢.
(٢) المنافقون: ٩، النشر ٢/ ٣٨٨.
(٣) المنافقون: ١٠، الإدغام الصغير ٢/ ٤٣، سورة البقرة: ١٢٦، ٣/ ١٤٦.
(٤) المنافقون: ١٠، النشر ٢/ ٣٨٨، المبهج ٢/ ٨٥٠، مصطلح الإشارات: ٥٢٦، إيضاح الرموز: ٧٠٠، مفردة ابن محيصن: ٣٦١، البحر المحيط ١٠/ ١٨٤، الكشاف ٤/ ٥٤٤، الدر المصون ١٠/ ٣٤٤، المحرر الوجيز ٥/ ٢٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>