للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأثره موجود، وأصرح منه بيت زهير فإنّ الباء مفقودة وأثرها موجود، ولكن أثرها /إنّما ظهر في العطف لا في المعطوف عليه كذلك في الآية الكريمة "انتهى، ووافقهم/ ٤٤٢ ب/ ابن محيصن من (المفردة) ومن الوجه الثّاني من (المبهج)، ويلغز بهذه فيقال: أين أتى حرف أظهره أبو عمرو وأدغمه الباقون؟، لأنّ أبا عمرو قرأه بالواو وفتح النّون كما مرّ ويلزم منه إظهار النّون، وغيره بإسقاطها وجزم النّون ويلزم منه الإدغام.

وأسقط الهمزة الأولى وحقّق الثّانية من ﴿جاءَ أَجَلُها﴾ (١) قالون والبزي وأبو عمرو، وكذا رويس من طريق أبي الطيب وافقهم ابن محيصن من (المفردة) واليزيدي، وقرأ ورش من طريق الأصبهاني وكذا أبو جعفر ورويس من غير طريق أبي الطيب بتسهيل الثّانية مع تحقيق الأولى، وبه قرأ ورش من طريق الأزرق في أحد وجهيه، وقرأ في الوجه الثّاني بإبدالها ألفا مع تحقيق السّابقة أيضا، وقرأ قنبل من طريق ابن شنبوذ بإسقاط الأولى وتحقيق الثّانية وبتحقيق الأولى وتسهيل الثّانية بين بين، وبتحقيق الأولى وإبدال الأخرى ألفا كورش، وقرأ ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي، وكذا خلف وروح بتحقيق الهمزتين، ووافقهم الحسن والأعمش.

واختلف في ﴿وَاللهُ خَبِيرٌ بِما تَعْمَلُونَ﴾ (٢) فأبو بكر بالغيب، قال البيضاوي:

"ليوافق ما قبله في الغيبة "انتهى، كقوله ﴿وَمَنْ يَفْعَلْ﴾ وما بعده، وقرأ الباقون بالخطاب للناس كلهم، وليوافق قوله تعالى ﴿لا تُلْهِكُمْ أَمْوالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ﴾، وقراءة أبي بكر تخصّ الكفار بالوعيد ويحتمل العموم.

وفي هذه السّورة من الإدغام الكبير (٣) موضعان.

*****


(١) المنافقون: ١١، النشر ١/ ٣٨٢، الهمزتين من كلمتين ٢/ ١٨٦.
(٢) المنافقون: ١١، النشر ٢/ ٣٨٨، المبهج ٢/ ٨٥٠، مصطلح الإشارات: ٥٢٧، إيضاح الرموز: ٧٠٠، تفسير البيضاوي ٥/ ٣٤٣، البحر المحيط ١٠/ ١٨٥.
(٣) الإدغام الكبير: ٢٤٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>