للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ابن ذكوان بخلف عنه، وهشام من طريق الحلواني، وكذا أبو جعفر بتحقيق الأولى وتسهيل الثّانية وإدخال ألف بينهما، وممن نصّ على إدخال الألف بينهما لابن ذكوان مكّي وابن شريح وابن غلبون، وردّه الدّاني، وعبارته في (التّيسير): "وليس ذلك بمستقيم من طريق النظر ولا صحيح من جهة القياس" (١)، وذلك أنّ ابن ذكوان لمّا لم يفصل بهذه الألف بين الهمزتين في حال تحقيقهما مع ثقل اجتماعهما علم أنّ فصله بهما بينهما في حال تسهيله إحداهما مع خفّة ذلك غير صحيح في مذهبه على أنّ الأخفش قد قال في كتابه عنه بتحقيق الأولى وتسهيل الثّانية ولم يذكر فصلا بينهما فاتّضح ما قلناه مع ثقل اجتماعهما، وقرأ ابن ذكوان في وجهه الثّاني، وكذا رويس بغير خلف بتسهيل الثّانية من غير ألف، ونصّ عليه لابن ذكوان غير الأوّلين ممّن أعرف بدلائل النصوص كابن شيطا وابن الفحّام، حكى ذلك في (النّشر) (٢) وقال:

"إنّه قرأ بكل منهما وأنّ الأمر في ذلك قريب"، وقرأ هشام من طريق المفسر بالتحقيق والمد، وقرأ حمزة وأبو بكر، وكذا روح بهمزتين محققتين على الاستفهام أيضا من غير ألف، وفيها وجهان:

أحدهما: أن تتعلق بمقدّر دل عليه ما قبله، أي: أيطعه لأن كان.

والثّاني: أن تتعلق بمقدر يدل عليه ما بعده، أي: لأن كان كذا كذب وحجد.

ووافقهم الشّنبوذي، وعن الحسن إبدال الثّانية ألفا ومدّها لالتقاء السّاكنين.

وعن الحسن أيضا «آذا تتلى عليه» (٣) بهمزة واحدة ممدودة على الاستفهام، وهو استفهام تقريع وتوبيخ على قوله: "القرآن أساطير الأولين"، لمّا تليت عليه آيات الله.


(١) التيسير: ١٩٤.
(٢) النشر ١/ ٣٦٧، ٢/ ٣٨٩.
(٣) القلم: ١٥، مفردة الحسن: ٥٢٤، مصطلح الإشارات: ٥٣١، إيضاح الرموز: ٧٠٥، الدر المصون ١٠/ ٤٠٨، البحر المحيط ١٠/ ٢٤٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>