للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إسماعيل بن جعفر عنه بالواو وتخفيف القاف، وقرأ الباقون بالهمزة وتشديد القاف، وبذلك قرأ ابن جمّاز من طريق الدّوري عن إسماعيل عنه، والهمزة بدل من الواو، ومعنى الآية: جعل للرسل وقت منتظر يحضرون فيه للشهادة على الأمم، وجواب ﴿وَإِذَا﴾ محذوف لدلالة ما قبله عليه، والتقدير: إذا كان كذا، وكذا وقع ما يوعدون.

﴿لِأَيِّ يَوْمٍ أُجِّلَتْ﴾ تعظيم لذلك اليوم وتعجيب بما يقع فيه من الهول والشدة والتأجيل من الأجل، أي: ليوم عظيم أخرت، وهو يوم القيامة.

وأمال ﴿أَدْراكَ﴾ (١) أبو عمرو وابن ذكوان بخلاف عنه وشعبة وحمزة والكسائي وكذا خلف، ووافقهم الأعمش، ولورش الفتح وبين اللفظين، وقرأ الباقون بالفتح.

وأمال ﴿قَرارٍ﴾ (٢) أبو عمرو، وابن ذكوان في طريق الصّوري، وحمزة بخلف عنه، والكسائي، وكذا خلف، ووافقهم اليزيدي والأعمش لكن خصّ الأكثر من العراقيين الإمالة بخلف عن حمزة والفتح بخلاد، وقرأ الأزرق عن ورش كقالون من (العنوان)، وهو الثاني عن حمزة، ولم يذكر في (التّيسير) و (الحرز) عنه، وقرأ الباقون بالفتح، وبه قرأ الأصبهاني عن ورش، وهو ثاني وجهي ابن ذكوان.

واختلف في ﴿فَقَدَرْنا﴾ (٣) فنافع والكسائي، وكذا أبو جعفر بتشديد الدّال من التقدير، وهو موافق لقوله - تعالى -: ﴿مِنْ نُطْفَةٍ خَلَقَهُ فَقَدَّرَهُ﴾ (٤)، ووافقهم الحسن، وقرأ الباقون بالتخفيف من القدرة، ويدل عليه ﴿فَنِعْمَ الْقادِرُونَ﴾، ويجوز أن يكون المعنى على القراءة الأولى: فنعم القادرون (٥).


(١) المرسلات: ١٤.
(٢) المرسلات: ٢١.
(٣) الإنسان ٢٣، النشر ٢/ ٣٩٧، المبهج ٢/ ٨٧٠، مفردة الحسن: ٥٤٢، مصطلح الإشارات: ٥٤٦، إيضاح الرموز: ٧١٨، الدر المصون ١٠/ ٦٣٥، البحر المحيط ١٠/ ٣٧٦.
(٤) عبس: ١٩.
(٥) المرسلات: ١٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>