للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

واختلف في ﴿اِنْطَلِقُوا إِلى ظِلٍّ﴾ (١) فرويس بفتح اللاّم من: انطلقوا فعلا ماضيا على الخبر، كأنّهم لمّا أمروا امتثلوا ذلك فانطلقوا إذ لا يمكنهم التأخير، إذ صاروا مضطرين إلى الانطلاق، وهذا موضع الفاء، فكان ينبغي أن يكون التركيب: فانطلقوا، نحو: قولك: قلت: اذهب فذهب، وعدم الفاء هنا ليس بالواضح انتهى، وقرأ الباقون بكسرها أمرا مكررا بيانا للمنطلق إليه.

واتفقوا على فتح الرّاء الأولى من ﴿بِشَرَرٍ﴾ (٢) إلاّ ورشا فرققها، وأمّا الرّاء الثّانية فلا خلاف في كسرها وصلا، واختلف في الوقف عليها لغير ورش فبالترقيق مع الرّوم كالوصل، وبالتفخيم مع السّكون، وأمّا ورش فرققها في الحالين.

واختلف في ﴿جِمالَتٌ﴾ (٣) فحفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف بكسر الجيم من غير ألف بعد اللاّم بوزن «رسالة»، وافقهم الأعمش، وفيها وجهان:

أحدهما: أنّها جمع صريح، والتّاء لتأنيث الجمع، يقال: «جمل وجمال وجمالة» نحو: «ذكر وذكار وذكارة»، و «حجر وحجار وحجارة».

والثّاني: أنّه اسم جمع ك «الذّكارة» و «الحجارة»، قاله أبو البقاء (٤).

قال في (الدر): "والأوّل قول النّحاة".

وقرأ رويس/بضمّ الجيم وبألف بعد اللاّم، وهي حبال السفن، وقال البيضاوي:

"الحبل الغليظ من حبال السفينة شبّه بها في امتداده والتفافه"، وقرأ الباقون بكسر الجيم وبالألف على الجمع وهي: الإبل، فيجوز أن يكون جمعا ل: «جمالة»، في


(١) المرسلات: ٢٩، النشر ٢/ ٣٩٧، المبهج ٢/ ٨٧٠، مصطلح الإشارات: ٥٤٦، إيضاح الرموز: ٧١٨، البحر المحيط ١٠/ ٣٧٧، الدر المصون ١٠/ ٨٣٨.
(٢) المرسلات: ٣٢، النشر ٢/ ١٠٧.
(٣) المرسلات: ٣٣، النشر ٢/ ٣٩٧، المبهج ٢/ ٨٧٠، مصطلح الإشارات: ٥٤٦، إيضاح الرموز: ٧١٨، الدر المصون ١٤/ ٢٣٧، تفسير البيضاوي ٥/ ٤٣٦.
(٤) الإملاء ٢/ ٢٧٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>