للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قراءة الكوفيين، وأن يكون جمعا ل «جمال» فيكون جمع الجمع، ويجوز أن يكون جمعا ل «جمل» المفرد كقولهم: "رجالات قريش"، قال شهاب الدين الحلبي: "وفيه نظر لأنّهم نصّوا على أنّ الأسماء الجامدة غير العاقلة لا تجمع بالألف والتّاء إلاّ إذا لم تكسر، فإن كسرت لم تجمع، قالوا: ولذلك لحّن المتنبي في قوله (١):

إذا كان بعض الناس سيفا لدولة … ففي الناس بوقات لها وطبول

فجمع «بوقا» على «بوقات» مع قولهم:" أبواق "، فكذلك «جمالات» مع قولهم «جمل» و «جمال»، على أنّ بعضهم لا يجيز ذلك ويجعل نحو: «حمّامات» و «سجلات» شاذا، وإن لم يكسر، انتهى.

وقد وقع تشبيه الشرر بالقصر وهو الحصن من جهة العظم والطول في الهواء، وثانيا بالجمال لبيان التشبيه، ألا ترى أنّهم يشبهون الإبل بالأفدان وهي القصور كما قال (٢):

فوقفت فيها ناقتي وكأنّها … فدن لأقضي حاجة المتلوّم

وعن المطّوّعي «هذا يوم» (٣) بالنّصب، فقيل: هي فتحة بناء، وهي في موضع رفع خبرا ل «هذا» المبتدأ، وقيل: منصوب على الظرف واقعا خبرا ل «هذا» على أن يشار به لما تقدم من الوعيد، كأنّه قيل: هذا العذاب المذكور كائن يوم لا ينطقون، ومثله ﴿يَوْمُ يَنْفَعُ الصّادِقِينَ﴾ آخر «المائدة» (٤) لكنّ النّصب هناك متواترا، والجمهور


(١) البيت في شرح ديوان المتنبي للبرقوقي ٣/ ٣١٤، العمدة في محاسن الشعر ٢١٠، أبو الطيب المتنبي ماله وما عليه: ٦٩.
(٢) البيت من الكامل: وهو لعنترة، والفدن: القصر، والمتلوم المتمكث، ديوان عنترة: ١٥، شرح المعلقات للزوزني: ٢٨٨، شرح القصائد العشر: ١٧٨.
(٣) المرسلات: ٣٥، ٤١، المبهج ٢/ ٨٧٠، مصطلح الإشارات: ٥٤٧، إيضاح الرموز: ٧١٨، الدر المصون ١٤/ ٢٣٩.
(٤) سورة المائدة: ١١٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>