للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ك «حذر» و «فرح» "، وضعّف هذه القراءة مكّي، وقوّاها البيضاوي كالزمخشري، و [أما] (١) عبارة مكّي فقال:" ومن قرأ ﴿لابِثِينَ﴾ شبّهه بما هو من خلقه الإنسان نحو: «حذر» و «برق»، وهو بعيد؛ لأنّ اللّبث ليس ممّا يكون بخلقه في الإنسان، وباب «فعل» إنّما هو لما يكون خلقة في الإنسان وليس اللبث بخلقة "انتهى، قال في (الدر):

"ما قاله الزّمخشري أصوب، وأمّا قول مكّي: "اللبث ليس خلقه" فمسلّم لكنّه بولغ في ذلك فجعل بمنزلة الأشياء الخلقية "، ووافقهما الأعمش، وقرأ الباقون بالألف بوزن «فاعلين» على جعله اسم فاعل من «لبث»: أقام، و «فاعل» تدل على من وجد منه الفعل ك «حاذر»،" والأحقاب: الدهور المتتابعة وليس فيه ما يدل على خروجهم /منها إذ لو صحّ أنّ الحقب ثمانون سنة أو سبعون ألف سنة فليس فيه ما يقتضي تناهي تلك الأحقاب لجواز أن يكون المراد أحقابا مترادفة كلّما مضى حقب تبعه آخر، وإن كان فمن قبيل المفهوم فلا يعارض المنطوق الدّال على خلود الكفار "، قاله البيضاوي (٢).

وقرأ ﴿وَغَسّاقاً﴾ (٣) بتشديد السّين حفص وحمزة والكسائي، وكذا خلف، ووافقهم الأعمش كموضع «ص» (٤).

واتفقوا على تشديد ذال ﴿وَكَذَّبُوا بِآياتِنا كِذّاباً﴾ (٥) الأول.

واختلف في ﴿وَلا كِذّاباً﴾ (٦) فالكسائي بتخفيف الذّال، قال الجعبري:" جعله مصدر «كاذب، مكاذبة وكذابا» ك «قاتل قتالا»، أو مصدر «كذب» ك «حسب وكتب»،


(١) ما بين المعقوفين زيادة يقتضيها السياق، مشكل إعراب القرآن ٢/ ٤٥١.
(٢) تفسير البيضاوي ٥/ ٤٤١.
(٣) النبأ: ٢٥، النشر ٢/ ٣٩٨، مصطلح الإشارات: ٥٤٧، إيضاح الرموز: ٧٢٠.
(٤) سورة ص: ٥٧، ٧/ ٣١٧.
(٥) النبأ: ٢٨، النشر ٢/ ٣٩٨.
(٦) النبأ: ٣٥، النشر ٢/ ٣٩٨، المبهج ٢/ ٨٧٢، مصطلح الإشارات: ٥٤٧، إيضاح الرموز: ٧٢٠، كنز المعاني ٥/ ٢٤٨٢، الدر المصون ١٠/ ٦٥٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>