للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«حسابا وكتابا»، وعليه قوله (١):

فصادقتها وكذبتها … والمرء ينفعه كذابه

أي: كذبه، أي: لا يقول بعض أهل الجنّة لبعض كذبا "، وقرأ الباقون بتشديدها مصدر «كذّب» غيره «تكذيبا» و «كذابا»، وإنّما وافق الكسائي الجماعة في الأوّل وهو ﴿كِذّاباً﴾ التّالي لا ﴿بِآياتِنا﴾ السّابق التنبيه على الاتفاق على تشديده للتصريح بفعله المشدّد المقتضي لعدم التّخفيف في ﴿كِذّاباً﴾، وقال مكّي:" من شدّد مصدر «كذب» زيدت فيه الألف كما زيدت في «إكراما»، وقولهم: «تكذيبا» جعلوا الياء عوضا من تشديد العين والياء بدلا من الألف غيّروا أوّله كما غيروا آخره، وأصل مصدر الرباعي أن يأتي على عدد حروف الماضي بزيادة ألف مع تغيير الحركات، وقد قالوا: تكلما فأتوا بالمصدر على عدد حروف الماضي بغير زيادة ألف وذلك لكثرة حروفه، وضمت اللاّم ولم تكسر لأنّه ليس اسم على «تفعل»، ولم تفتح لئلا يشتبه بالماضي "انتهى.

واختلف في جر باء ﴿رَبِّ﴾ ونون ﴿الرَّحْمنُ﴾ (٢) من قوله تعالى ﴿رَبِّ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما بَيْنَهُمَا الرَّحْمنِ﴾ فنافع وابن كثير وأبو عمرو، وكذا أبو جعفر برفعهما على أنّ ﴿رَبِّ﴾ خبر مبتدأ مضمر، أي: هو رب، و ﴿الرَّحْمنُ﴾ كذلك، أو أنّ ﴿رَبِّ﴾ مبتدأ خبره لا يملكون أو أنّ ﴿رَبِّ﴾ مبتدأ و ﴿الرَّحْمنُ﴾ خبره، و ﴿لا يَمْلِكُونَ﴾ خبر ثاني أو مستانف أو يكون ﴿رَبِّ﴾ مبتدأ ثاني، و ﴿لا يَمْلِكُونَ﴾ خبره، والجملة خبر الأوّل، وحصل الربط بتكرير المبتدأ بمعناه وهو رأي الأخفش، ووافقهم اليزيدي والحسن،


(١) البيت من مجزوء الكامل، وهو للأعشى ميمون بن قيس، والشاهد فيه قوله:" كذابه "وهو مصدر كذب يكذب كذبا وكذابا، اللسان ١٠/ ١٩٣ (صدق)، شرح شواهد الإيضاح: ١٧٥، البحر المحيط ١٠/ ٣٨٨، الكشاف ٤/ ٦٨٩، الدر المصون ١٤/ ٢٥١.
(٢) النبأ: ٣٧، النشر ٢/ ٣٩٧، المبهج ٢/ ٨٧٢، مفردة ابن محيصن: ٣٧٩، مصطلح الإشارات: ٥٤٨، إيضاح الرموز: ٧٢٠، الدر المصون ١٠/ ٦٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>