للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وصّاني العجّاج فيما وصّني ....

يريد: وصّاني، فحذف «الألف» وهي «لام» الفعل، وقد حذفت في مضارع رأى في قولهم: "أصاب النّاس جهد، ولو تر أهل مكّة"، لكنّه حذف لا ينقاس، إلاّ أنّه إذا صحّت الرواية به وجب قبوله، والقراءات جاءت على لغة العرب قياسها شاذها، قال ابن الجزري: "والوجهان جميعا من طريق ابن مجاهد في (الكافي) و (تلخيص) ابن بلّيمة وغيرهما، ومن طريقه في (التّجريد) و (التّذكرة) وغيرهما، وبالقصر قطع في (التيسر) (١) وغيره من طريقه، ولا شك أن القصر أثبت وأصح عنه من طريق الأداء، والمد أقوى من طريق النص والأداء، ومن زعم أنّ ابن مجاهد لم يأخذ بالقصر فقد أبعد في الغاية وخالف الرواية" (٢)، انتهى.

وقرأ ﴿رَآهُ﴾ (٣) بغير إمالة قالون وورش من طريق الأصبهاني، وابن كثير وحفص، وكذا أبو جعفر ويعقوب، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والحسن، وقرأ ورش من طريق الأزرق بإمالة «الهمزة» وفتح «الرّاء»، بين بين، وقرأ أبو عمرو بإمالة وفتح «الرّاء».

وما في (الشّاطبيّة) من إمالة الرّاء للسّوسي ليس من طرقها، بل ولا من طرقنا كما نبّهت عليه غير مرّة.

وقرأ ابن ذكوان من طريق النّقّاش عن الأخفش عنه بإمالة «الرّاء» و «الألف» وفتحهما ابن الأخرم عن الأخفش، وأمال «الهمزة» وفتح «الرّاء» الجمهور عن الصّوري، وقرأ هشام من طريق الجمهور عن الحلواني بالفتح فيهما والأكثرون عن الدّاجوني عنه بإمالتها.


(١) الكافي: ٢٣٣، تلخيص العبارات: ١٦٨، التجريد: ٣٤٠، التذكرة ٢/ ٦٣٣، التيسير: ٢٢٤.
(٢) النشر ٢/ ٤٠٢.
(٣) العلق: ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>