للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قام، قال ابن الجزري: وإسناده حسن، ورواه أبو الشّيخ (١).

ورووا فيه حديث مسلسلا بالتّكبير وقراءة «الفاتحة» وأوّل «البقرة» إلى ابن كثير إلى النّبي ، وقد صار العمل على هذا في جميع الأمصار في قراءة ابن كثير وغيرها، ويسمونه الحال المرتحل، أي: الذي حلّ في قراءته آخر الختمة وارتحل إلى ختمة أخرى، فلا يزال سائرا إلى الله - تعالى، فشبّه القارئ بشروعه في الختمة بمسافر حلّ منزلا فهو خاتم الأولى، والمرتحل للأخرى بالمرتحل من المنزل سائرا إلى منزل، وأصل هذا الحديث في (جامع) الحافظ أبي عيسى بن سورة الترمذي من حديث صالح المري عن قتادة عن زراره بن أبي أوفى (٢) عن ابن عباس قال:

"الحال المرتحل "، ورواه أبو الحسن بن غلبون وزاد فيه:" يا رسول الله ما الحال المرتحل؟، قال: فتح القرآن وختمه صاحب القرآن يضرب من أوّله إلى آخره ومن آخره إلى أوّله " (٣)، ورواه البيهقى بنحوه وللطبراني، وكذا أبو الشّيخ بلفظ:" عليكم


(١) الحديث في النشر ٢/ ٤٢٠، وذكره الألباني في الضعيفة: ١٣/ ٣١٢ (٦١٣٤) وقال بعد ذكره ما في النشر: "فلا وجه لتحسين إسناده؛ لأن مداره على - زمعة بن صالح الضعيف - كما تقدم -، وكيف يكون حسنا وفيه درباس مولى ابن عباس، وهو مجهول - كما قال أبو حاتم، وتبعه الذهبي والعسقلاني -؟! نعم قد قرن به مجاهد في بعض الروايات - كما في رواية الجوهري وغيره -، فإن كان محفوظا؛ فالعلة واحدة وهي زمعة، والله أعلم".
(٢) زرارة بن أوفي، أبو حاجب العامري، قاضي البصرة - هكذا ابن أوفي وليس ابن أبي أوفى، وفي ترجمته في السير حديث الحال المرتحل هذا، سمع من عمران بن حصين، وأبا هريرة، وابن عباس، وروى عنه: قتادة، وبهز بن حكيم، وثقه النسائي وغيره، مات سنة ثلاث وتسعين وهو في صلاة الصبح، انظر: سير أعلام النبلاء ٤/ ٥١٦، شذرات الذهب ١/ ١٠٢.
(٣) الحديث مروي عن ابن عباس بهذا اللفظ: أخرجه الترمذي ٥/ ١٩٧ (٢٩٤٨)، وقال: غريب وإسناده ليس بالقوى، ومحمد بن نصر فى (قيام رمضان) كما فى (مختصره) للمقريزى: ١٤٣ (٥٠)، والطبراني ١٢/ ١٦٨ (١٢٧٨٣)، وأخرجه أيضا: أبو نعيم فى الحلية ٢/ ٢٦٠، وروي مرسلا عن زرارة بن أوفى: أخرجه الترمذي ٥/ ١٩٧ (٢٩٤٨)، وقال: هذا عندى أصح من حديث نصر بن على عن الهيثم بن الربيع، يعنى حديث ابن عباس، وذكره الشيخ الألباني في الضعيفة ٤/ ٣١٥ (١٨٣٤) وقال: ضعيف، وذلك لضعف صالح المري كما هو معلوم عند أهل الحديث، وذكر الشيخ بكر أبو زيد تخريج الحديث مطولا في «مرويات ختم القرآن»: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>