للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بالحال المرتحل " (١)، وصاحب «الفردوس» ولفظه:" خير الأعمال الحل والرحلة افتتاح القرآن وختمه " (٢).

وفي قوله:" الحال المرتحل حذف مضاف تقديره: عمل الحال المرتحل، لكن الحديث تكلم فيه من جهة صالح المري فقد قال البخاري: هو منكر الحديث، وقال النّسائي: متروك، ومن ثمّ ضعّفه أبو شامة، وقال:" إنّ مداره على صالح المري وهو وإن كان عبدا صالحا فهو ضعيف عند أهل الحديث "، وفسر الحال المرتحل كابن قتيبة بالمجاهد كلما ختم غزوة افتتح غيرها، وأجيب: بأنّه ليس مدار الحديث على صالح بل رواه زيد بن أسلم أيضا كما رواه الدّاني، وبأن تفسيره وإن لم يكن ثابتا في الحديث فذكر التّرمذي له في أبواب القراءة يدلّ قطعا على أنّه أراد هذا التّأويل، وكذا إيراد البيهقي والحليمي وغيرهما له في قراءة القرآن مع عدّهم ذلك من آداب الختم، والمصير إليهم أولى مع ما ورد من الأحاديث المصرّحة بتفسيره كذلك وإن كانت ضعيفة فكثرة طرقها تكسبها قوة.

وقد روي الحافظ أبو عمرو الدّاني بإسناد صحيح كما قال في (النّشر):" عن الأعمش عن إبراهيم قال: إذا ختموا القرآن أن يقرءوا من أوّله آيات، وهذا صريح في صحّة ما اختاره القرّاء وذهب إليه السّلف " (٣)، وليس المراد لزوم ذلك بل فعله حسن ولا حرج في تركه.

*****


(١) أخرجه بهذا اللفظ الطبراني ١٢/ ١٦٨ (١٢٧٨٣)، وأخرجه أيضا: أبو نعيم فى الحلية ٦/ ١٧٤، والبيهقي في شعب الإيمان ٢/ ٣٤٨ (٢٠٠١) والرامهرمزي في الأمثال ١/ ١٢١ (٨٥).
(٢) الفردوس ٢/ ١٧٨.
(٣) النشر ٢/ ٤٩٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>