للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقف السّنّة، إذ لا يسن إلاّ ما فعله تعبدا، ولكن هو وقف البيان " (١)، انتهى، أي بيان الفواصل.

وقال في (المدد):" فما وقف عليه دائما تحقّقنا أنّه فاصلة، وما وصله دائما تحقّقنا أنّه ليس بفاصله، وما وصله مرة ووقف عليه أخرى احتمل الوقف أن يكون لتعريفها، وأن يكون لتعريف الوقف التّام والاستراحة، واحتمل الوصل أن يكون غير فاصلة، أو فاصلة وصلها لتقدّم تعريفها أو على الأصل، أو لتعريف التّام فتردّد فيه " (٢)، انتهى.

وأقول: في استدلالهم بحديث أمّ سلمة هذا على السّنّية نظر من وجهين:

أحدهما: أنّه رواه أبو داود عن سعيد بن يحيي الأموي قال: حدثني أبي قال:

حدثنا ابن جريج، ورواه الترمذي عن علي بن حجر، قال: حدثنا يحيى بن سعيد الأموي، عن ابن جريج، عن ابن أبي مليكة، عن أم سلمة، بلفظ:" يقطّع قراءته، يقرأ:

﴿الْحَمْدُ لِلّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ﴾ ثمّ يقف " (٣)، إلى آخره، قال الترمذي: هذا حديث غريب هكذا رواه يحيى بن سعيد الأموي وغيره عن ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن أمّ سلمة، وليس إسناده بمتّصل، لأنّ الليث روى هذا الحديث عن ابن أبي مليكة عن يعلي بن مالك عن أم سلمة: أنّها وصفت قراءة النّبي مفسّرة حرفا حرفا، وحديث الليث أصحّ ففيه تضعيف لرواية:" كان يقطّع قراءته وأنّ الرّاجح رواية الليث:" قراءة مفسرة حرفا حرفا " (٤).


(١) وصف الاهتداء ١/ ١٢.
(٢) حسن المدد: ٤٤.
(٣) رواه أبو داود ٤/ ٦٥ (٤٠٠٣)، الترمذي ٥/ ١٨٥ (٢٩٢٧)، مسند أحمد ٦/ ٣٠٢ (٢٦٦٢٥)، وقال الأرناؤوط:" صحيح لغيره وهذا سند رجاله ثقات رجال الشيخين "، والدارقطني ٢/ ٨٦ (١١٩١)، السنن الكبرى للبيهقي ٢/ ٤٤ (٢٤٧٩)، المستدرك ٢/ ٢٥٢ (٢٩٠٩)، وصححه الألباني في الجامع الصغير ١/ ٩١٤ (٩١٣١).
(٤) رواه الترمذي ٥/ ١٨٢ (٢٩٢٣)، النسائي ٢/ ١٨١ (١٠٢٢)، وابن خزيمة ٢/ ١٨٨ -

<<  <  ج: ص:  >  >>