للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

القسم الثّاني: ما فيه خلاف، والاختيار المنع:

وذلك خمسة: في البقرة ﴿بَلى وَلكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي﴾، وفي الزمر: ﴿بَلى وَلكِنْ حَقَّتْ كَلِمَةُ﴾، وفي الزخرف ﴿بَلى وَرُسُلُنا﴾، وفي الحديد: ﴿قالُوا بَلى﴾، وفي الملك:

﴿قالُوا بَلى قَدْ جاءَنا﴾ (١).

القسم الثّالث: ما الاختيار جواز الوقف عليه: وهو العشرة الباقية.

ويأتي مزيد لذلك إن شاء الله تعالى في أواخرسورة البقرة (٢)، وغيرها من الفرش، والله الموفق.

وأمّا: ﴿كُلا﴾، وهي في ثلاثة وثلاثين موضعا، كلّها في النصف الثّاني من القرآن، فقال في المغني (٣): "هي عند سيبويه، والخليل، والمبرّد، والزّجّاج، وأكثر البصريين، حرف، معناه الرّدع والزّجر، لا معنى لها عندهم إلاّ ذلك، حتى إنّهم يجيزون أبدا الوقف عليها، والابتداء بما بعدها"، "ورأي الكسائي وأبو حاتم ومن وافقهما: أنّ معنى الرّدع والزّجر ليس مستمرّا فيها، فزادوا معنى ثانيا يصحّ عليه أن يوقف دونها ويبتدأ بها، ثمّ اختلفوا في تعيين ذلك المعنى على ثلاثة أقوال:

أحدها: قول الكسائي ومتابعيه: تكون بمعنى حقّا.

والثّاني: قول أبي حاتم ومتابعيه: تكون بمعنى إلاّ الاستفتاحية.

والثالث: قول النضر بن شميل والفراء ومن وافقهما: تكون حرف جواب بمنزلة «إي»، و «نعم»، وحملوا عليه: ﴿كَلاّ وَالْقَمَرِ﴾ (٤)، فقالوا: معناه: إي والقمر" (٥).


(١) الآيات على الترتيب: البقرة: ٢٦٠، الزمر: ٧١، الزخرف: ٨٠، الحديد: ١٤، الملك: ٩.
(٢) آخرسورة البقرة في باب الوقف والابتداء.
(٣) مغني اللبيب لابن هشام ٣/ ٦٢ وما بعدها.
(٤) المدثر: ٣٢.
(٥) مغني اللبيب ٣/ ٦٤، وانظر الجني الداني: ٥٧٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>