للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومنها: "أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم"، وروي عن أهل مصر وسائر المغاربة، كما في (جامع البيان) (١)، وهو مروي عن قنبل، والزينبي (٢)، وعن المصريين عن ورش، وعن ابن كثير في غير رواية الزينبي (٣).

ومنها: "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم"، وهو مروي من طريق الهذلي عن نافع في غير رواية أبي عدي عن ورش، ومن طريق الشهرزوري عن أهل المدينة، وابن عامر، والكسائي، وحمزة في أحد وجوهه، وكذا أبو جعفر من طريق الهذلي، ووافقهم الأعمش، لكن من طريق الشّنبوذي، بإدغام الهاء في الهاء (٤).

فإن قيل: ما الحكمة في قوله هنا: "إن الله هو السميع العليم"، دون أن يقول "الغفور الرحيم" ونحوه؟، أجيب: بأنّ الغرض من الاستعاذة الاحتراس من شرّ الوسوسة ومعلوم أنّ الوسوسة كأنّها كلام خفي في قلب الإنسان، ولا يطلع عليها/ أحد، فكأنّ العبد يقول: "يا من هو يسمع كلّ مسموع، وتعلم كلّ سرّ خفي، أنت تعلم وسوسة الشيطان، وتعلم غرضه منها، وأنت القادر على دفعها عني، فادفعها عني


(١) جامع البيان: ١٤٦.
(٢) العبارة في (سوق العروس) ٩٢ /ب:" وعن أهل مصر أيضا «أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم» فقط، … وعن قنبل والزينبي «أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم» "، ونلاحظ أن ابن الجزري نقل عبارة (سوق العروس) وفيها:" وعن قنبل والزينبي "وهو خطأ حيث أن الزينبي يروي عن قنبل كما هو معروف، وقد ذكره على الصواب بعد قليل، فالصواب والله أعلم أن يقال: [وعن الزينبي عن قنبل عن ابن كثير] كما في الإقناع: ١/ ١٤٩، والمنتهى للخزاعي: ٢٢٤، وقرة عين القراء: ٤٢ /أ، والبستان ١/ ١٤٥، الإيضاح: ٩٥ /أ، الكامل: ٤٧٢، وأسانيده عن قنبل انظرها في الكامل: ٩٩، والمبهج ١/ ٤٦، وغاية الاختصار ١/ ٧١، المستنير ١/ ٢٢٢، المصباح ١/ ٤٠٨.
(٣) النشر ١/ ٢٤٩، الإقناع ١/ ١٤٩.
(٤) النشر ١/ ٢٥٠، الكامل ٤٧٢، المصباح ٢/ ٢٤٤، وليس فيه حمزة وإنما خلف في اختياره، وإدغام الهاء في الهاء أي: هاء لفظ الجلالة في هاء (هو)، وانظر: الإقناع ١/ ١٥٠، الكنز ٢/ ٣٩٣، قرة عين القراء: ٤٢ /أ، والمنتهى: ٢٢٤، وفي سوق العروس: ٩٢ /ب بعض وجوه حمزة كما أخبر المؤلف قال:" والأزرق وابن الصباح وابن حفص عن حمزة وعن الرفاعي عن سليم عنه في القراءة عنه - أي أداء - "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم".

<<  <  ج: ص:  >  >>