للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولمّا رأى بعض الشّرّاح قوله هذا مشكلا قال: "مراده بالآخر في الموضعين أوّل السّورة" (١)، أي أوّل «ألم نشرح» وأوّل «الضحى» وهذا فيه نظر؛ لأنّه يكون بذلك مهملا رواية من رواه من آخر «الضحى» وهو الذي في (التّيسير)، والظّاهر أنّه سوّى بين الأوّل والآخر في ذلك، وارتكب في ذلك المجاز وأخذ باللاّزم في الجواز، وإلاّ فالقول بأنّه من آخر «الليل» حقيقة لم يقل به أحد من الشّراح، فعلم أن المقصود بذكر آخر «والليل» هو أوّل «الضحى»، وهو الصّواب بلا شك " (٢)، انتهى.

وروى أحمد البزّي عن عكرمة بن سليمان مولى شيبة أنّه قال: قرأت على إسماعيل القسط فلمّا بلغت «والضحى» قال: كبّر مع خاتمة كلّسورة حتى تختم، فإني قرأت على عبد الله بن كثير فأمرني بذلك، وأخبره أنّه قرأ على مجاهد فأخبره بذلك، وأخبره مجاهد أنّه قرأ على ابن عباس فأخبره بذلك، وأخبره ابن عباس أنّه قرأ على أبيّ بن كعب فأمره بذلك، وأخبره أبيّ أنّه قرأ على رسول الله فأمره بذلك، رواه الحاكم وقال: صحيح الإسناد، ورواه ابن خزيمة لكنه قال: إني خائف أن يكون قد أسقط ابن أبي بزة أو عكرمة من هذا الإسناد شبلا، قال ابن الجزري: يعني بين إسماعيل وابن كثير ولم يسقط واحد منهما شبلا، فقد صحّت قراءة إسماعيل على ابن كثير نفسه، وعلى شبل، ومعروف عن ابن كثير (٣)، انتهى.

وقال البزّي: قال لي أبو عبد الله محمد بن إدريس الشّافعي:" إن تركت التّكبير فقد تركت سنة من سنن نبيك وهذا كما قال الحافظ العماد ابن كثير: يقتضي تصحيحه لهذا الحديث (٤).


(١) انظر: كنز المعاني لشعلة: ٦٢٣.
(٢) انظر: النشر ٢/ ٤٢٠، وإبراز المعاني ٤/ ٤٨٩.
(٣) النشر ٢/ ٤١٦، الحاكم في المستدرك ٣/ ٣٤٤ (٥٣٢٥)، شعب الإيمان ٣/ ٤٢٧، الإرشاد لأبي يعلى: ٤٢٧، علل الحديث ٢/ ٧٦ (١٧٢١)، وهو في السلسلة الضعيفة ١٣/ ٢٩٦ (٦١٣٣)، وصححه الحويني في تنبيه الهاجد (٣٥٥) وقال:" لم يتفرد به البزي بل تابعه الإمام الشافعي ".
(٤) جامع البيان: ٧٩٣، وقال:" قال أبو عمرو وهذا أتم حديث روي في التكبير وأصح خبر -

<<  <  ج: ص:  >  >>