للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثلاثة أوجه، كما تقول لكل من الأزرق عن ورش وأبي عمرو وابن عامر، وكذا يعقوب بين السّورتين ثلاثة (١) طرق، وللأزرق في نحو: ﴿آدَمَ﴾ (٢)، و ﴿آمَنَ﴾ (٣) ثلاث طرق.

والفرق بين الخلافين:

أنّ خلاف القراءات والرّوايات والطّرق خلاف نصّ ورواية، فلو أخلّ القارئ بشيء منه كان نقصا في الرّواية، فهو وضده واجب (٤) في إكمال الرواية.

وخلاف الأوجه ليس كذلك، إذ هو على سبيل التّخيير، فبأيّ وجه أتى القارئ أجزأ في تلك الرّواية، ولا يكون إخلالا بشيء منها، فهو وضده جائزان في القراءة من حيث أنّ القارئ مخير في الإتيان بأيّهما شاء، ولا احتياج إلى الجمع بينها في /موضع واحد، ومن ثمّ كان بعض المحقّقين لا يأخذ منها إلاّ بالأصحّ الأقوى، ويجعل الباقي مأذونا فيه، وبعض لا يلتزم شيئا بل يترك القارئ يقرأ بما شاء منها، إذ كلّ ذلك جائز مأذون فيه منصوص عليه، وكان بعضهم يقرأ بواحد من الأوجه في موضع وبآخر في، غيره ليجمع الجميع المشافهة، وبعضهم يرى الجمع بينها في أوّل موضع أو موضع ما، وربّ متكلّف غير عارف بحقيقة أوجه الخلاف يأخذ بجميعها في كلّ موضع، وإنّما ساغ الجمع بين الأوجه في نحو التّسهيل في وقف حمزة لتدريب القارئ المبتدئ ورياضته على الأوجه العربية ليجري لسانه ويعتاد التّلفظ بها بلا كلفة، فيكون على سبيل التّعريف، فلذلك لا يكلف العارف بجمعها في كلّ موضع بل هو بحسب ما تقدم.


(١) الصواب: ثلاث.
(٢) في خمسة وعشرين موضعا أولها البقرة: ٣١.
(٣) في ثلاثة وثلاثين موضعا أولها البقرة: ١٣.
(٤) هكذا في المخطوطات، والأولى: واجبان.

<<  <  ج: ص:  >  >>