للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وإذا تقرّر هذا فاعلم أنّه يشترط على جامعي القراءات شروط أربعة لا بد منها:

رعاية الوقف والابتداء، وحسن الأداء، وعدم التّركيب:

فلا تقف على مثل قوله: ﴿أُولئِكَ أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ * وَالَّذِينَ كَفَرُوا﴾ حتى يأتي بما بعده، ولا نحو: قوله: ﴿فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ﴾ (١)، ولا يبتدئ بنحو: ﴿وَإِيّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللهِ رَبِّكُمْ﴾ (٢)، وقرأ إنسان على ابن بصخان: ﴿تَبَّتْ يَدا أَبِي﴾ (٣)، ووقف، وأخذ يعيدها ليستوفي مراتب المدّ، فقال: "يستاهل الذي بزر مثلك"، وكان كثير التّدبر.

وأمّا رعاية التّرتيب والتزام تقديم قارئ بعينه فلا يشترط، وكثير من النّاس يرى تقديم قالون أوّلا، كما هو في كثير من كتب الخلاف ثمّ ورش هكذا على حسب التّرتيب السّابق في هذا الموضوع، ثمّ بعد إكمال خلف السّبعة يأتي بالثّلاثة التي بعدها، ثمّ بالأربعة إن كانت سائغة كأن وافقت التّواتر، وكثير يرى تقديم ورش من طريق الأزرق لأجل انفراده في كثير من روايته عن باقي القرّاء بأنواع من الخلاف كالمدّ والنّقل والتّغليظ والتّرقيق، فإنه يبتدئ له غالبا بالمد الطويل في نحو ﴿آمَنُوا﴾ (٤) و «إيمان» (٥) ونحوه ممّا يكثر دوره، ثمّ بالتّوسط ثمّ بالقصر فيخرج مع قصره غالبا سائر القرّاء، ثمّ إذا كمل طريق الأزرق أتبعها بطريق الأصبهاني عن ورش، ثمّ بقالون ثمّ بأبي جعفر ثمّ بابن كثير ثمّ بأبي عمرو ثمّ بيعقوب ثمّ بابن عامر ثمّ بعاصم ثمّ بحمزة ثمّ الكسائي ثمّ بخلف، ويقدّم عن كلّ شيخ الرّاوي المقدم على التّرتيب السّابق، ولا ينتقل إلى من بعده حتى يكمل من قبل حفظا لرعاية التّرتيب وقصدا لاستدراك ما فاته.


(١) (البلد: ١٨، ١٩)، الماعون: ٤.
(٢) الممتحنة: ١، وفي الأصل: [بالله ورسوله] وهو خطأ.
(٣) المسد: ١.
(٤) في ثمانية وخمسون ومائتين موضعا أولها البقرة: ٩.
(٥) أي كيف أتى وهو: الإيمان، الإيمان، للإيمان، بإيمان، إيمانا، إيمانكم، إيمانه، إيمانها، إيمانهم، بإيمانهم، … أولها: البقرة: ١٠٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>