للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثمّ إنّ لأبي عمرو في هذا الباب مذهبين: الإدغام والإظهار، كما أنّ له في الهمز السّاكن مذهبين: التّخفيف والتّحقيق، فيتركب من البابين ثلاثة مذاهب (١):

الأوّل: الإظهار مع الإبدال: لأنّ تحقيق الهمز أثقل من إظهار المتحركات فخفّف الأثقل، ولا يلزم تخفيف الثّقيل، وهو أحد وجهي (التّيسير) المصرّح به في أسانيده من قراءته على فارس وفاقا (للجامع) من قراءته على أبي الحسن، ولم يذكر صاحب (العنوان) و (الكافي) وغيرهما ممّن لم يذكر الإدغام عن أبي عمرو سواه وجها واحدا، إلاّ أنّ بعضهم خصّ ذلك بالسّوسي كصاحب (العنوان)، وبعضهم عمّ أبا عمرو كمكّي (٢).

الثّاني: الإدغام مع الإبدال للتّخفيف، وهو في جميع كتب أصحاب الإدغام من روايتي الدّوري والسّوسي جميعا، وهو عن السّوسي في (الشّاطبيّة) وفاقا ل (تذكرة) ابن غلبون، والثّاني في (التّيسير) وهو المأخوذ به اليوم في الأمصار من طريق (الحرز) وأصله، وبه كان يقرئ الولي أبو القاسم بن فيرّه كما ذكره عنه السّخاوي في آخر باب الإدغام من شرحه لقصيدته، وهو مستند أهل العصر في تخصيص السّوسي بوجه واحد (٣).

فإن قلت: كيف حصر في (الحرز) الوجهين الإدغام والبدل للسّوسي؟.

أجيب: بأنّه قال في خطبته (٤):


(١) انظر النشر ١/ ٢٧٦.
(٢) النشر ١/ ٢٧٦، التيسر: ١٢٨، ١٥٩، ١٦٨، جامع البيان ٢٤٠، الكافي: ٤٧، ٥٥، العنوان: ٩٤، ١٠١.
(٣) قال السخاوي في فتح الوصيد ٢/ ٢٥٧:" وكان أبو القاسم يقرئ بالإدغام الكبير من طريق السوسي لأنه كذلك قرأ؛ ولأن رواية السوسي أعم، ولأن أبا عمرو بن العلاء كان يجمع بين ترك الهمز والإدغام في الحدر والصلاة "، انظر ١/ ٢٧٦، النشر ١/ ٢٧٦، التذكرة ١/ ٧٢، التيسر: ١٢٨، ١٥٩، ١٦٨.
(٤) الشطر الأول من البيت (٦٨) من متن الشاطبية.

<<  <  ج: ص:  >  >>