للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفرق بين الإطباق والغنّة، فإنّ الغنّة لا تتوقف على النّون لأنّها من مخرج غير مخرجه، فإنّ النّون من الفم والغنّة من الخيشوم، بخلاف الإطباق فإنّه مع الطّبق في مخرجه فلا يتأتى إلاّ به (١)، انتهى.

وأجيب: بأنّ القراء نصّوا على أنّ في نحو: ﴿فَرَّطْتُ﴾ (٢) تشديدا متوسطا مع بقاء الإطباق (٣).

ولو كان على ما ذكره ابن الحاجب لم يكن فيه تشديد، ولا يمتنع إبقاء الإطباق قائما ببعض صوت الطّاء، لأنّ الطّاء لم يستكمل إدغامه في التّاء، ولا يلزم من ذلك اجتلاب طاء أخرى ولا جمع بين ساكنين، وعلى هذا فقياسه على الغنّة مستقيم.

واختلفوا في الغنّة الظّاهرة مع الإدغام في الميم فذهب ابن كيسان وابن مجاهد وغيرهما إلى أنّها غنّة النّون المدغمة، وذهب الجمهور إلى أنّها غنّة الميم لا غنّة النّون والتّنوين لانقلابها إلى لفظها، واختاره الدّاني والمحققون وهو الصحيح، لأنّ الأوّل قد ذهب بالقلب، فلا فرق في اللفظ بالنّطق بين: «من من»، و «أن من»، وبين:

«وهم من»، و «أم من»، قاله في (النّشر) (٤).

واتفقوا على أنّ الغنّة مع الواو والياء غنة المدغم، ومع النّون غنة المدغم فيه (٥).

واتفقوا أيضا على إظهار النّون السّاكنة إذا اجتمعت مع الياء أو الواو في كلمة واحدة نحو: ﴿صِنْوانٌ﴾ و ﴿الدُّنْيا﴾ و ﴿بُنْيانٌ﴾ خوف التباسه بالمضاعف وهو ما تكرّر أحد أصوله نحو: «صوان» و «ديان» و «حيّان» (٦).


(١) النشر ٢/ ٢٩، الإقناع ١/ ٢٥٢.
(٢) الزمر: ٥٦.
(٣) انظر: إيضاح الرموز: ١٩٦.
(٤) جامع البيان ٢/ ٣٨٦، النشر ٢/ ٢٩، والكلام من النشر بتقديم وتأخير وبعض تصرف.
(٥) انظر: إيضاح الرموز: ١٩٥.
(٦) انظر: إيضاح الرموز: ١٩٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>