للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأتت صواحبها فقلن: هذا الذي … منح المودّة غيرنا وجفانا

يريد: "إذا الذي" ويضعف جعلها على قرأتهما ها التي للتنبيه لأنّه لم يحفظ حذف ألفها لا يقال: "هذا زيد" بحذف ألف هذا هكذا قيل، وتعقب بأنّ ابن عامر قد حذفها في ثلاثة مواضع إلاّ أنّه ضم الهاء الباقية بعد حذف الألف فقرأ في الوصل يأيه الساحر وأيه المؤمنون وأيه الثقلان (١)، ولكن إنّما حذف إتباعا للرسم لأنّ الألف حذفت في المصحف الشامي في هذه الثّلاثة، وبالجملة فقد ثبت حذف ألف (ها) التي للتّنبيه، وأمّا من أثبت الألف بين الهاء وهمزة «أنتم»، فالظّاهر أنّ (ها) للتّنبيه ويضعف أن تكون بدلا من همزة الاستفهام لما تقدّم من أنّ الألف إنّما تدخل لأجل الثّقل والثّقل قد زال بإبدال الهمزة هاء، وقال بعضهم: الذي يقتضيه النّظر أن تكون (ها) في قراءة الكوفيين والبزي وابن ذكوان للتّنبيه لأنّ الألف في قراءتهم ثابتة، وليس من مذهبهم أن يفصلوا بين الهمزتين بألف، وأن تكون في قراءة قنبل وورش مبدلة من همزة لأنّ قنبلا يقرأ بهمزة بعد الهاء ولو كانت (ها) للتّنبيه لأتى بألف بعد الهاء وإنّما لم يسهل الهمزة كما سهلها في أأنتم ونحوها لأنّ إبدال الأولى هاء أغناه عن ذلك/ولأنّ ورشا فعل فيه ما فعل في ﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ (٢) ونحوه من تسهيل الهمزة وترك إدخال الألف وكان الوجه في قراءته بالألف الحمل على البدل كالوجه الثّاني في ﴿أَأَنْذَرْتَهُمْ﴾ ونحوه ومن عدا هؤلاء المذكورين وهم أبو عمرو وهشام يحتمل أن تكون (ها) للتّنبيه وأن تكون بدلا من همزة الاستفهام، أمّا الوجه الأوّل فلانّ (ها) التنبيه دخلت على «أنتم» فحقق هشام الهمزة كما حقّقها في «هؤلاء» ونحوه، وخفّفها قالون وأبو عمرو لتوسطها بدخول حرف التّنبيه عليها


= - وورد بلا عزو في شرح المفصل ١٠/ ٢، ومغني اللبيب ١/ ٣٤٨، المعجم المفصل ٨/ ٢٧، شرح أبيات المفصل: ٢/ ١٢٧٢، والبيت شاهد على أن الأصل في «هذا» «أذا الذي» فقلبت همزة الاستفهام هاء، ولذلك تضبط «هذا» بفتحتين متواليتين في البيت، شرح الشواهد ٣/ ٢٤٢.
(١) الزخرف: ٤٩، النور: ٣١، الرحمن: ٣١ على الترتيب.
(٢) إيضاح الرموز: ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>