للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الإشارة وقد كثر الفصل بينهما وبين أسماء الإشارة بالضّمائر المرفوعة المنفصلة نحو: «ها أنت ذا قائم»، وقد تعاد مع الإشارة بعد دخولها على الضّمائر توكيدا كهذه الآية، ومنهم من قال: إنّها مبدلة من همزة استفهام والأصل «أأنتم»، وهو استفهام إنكار، وقد كثر إبدال الهمزة هاء وإن لم يقس نحو «هرقت» في «أرقت»، و «هياك» في «إياك»، وهذا قول أبي عمرو بن العلاء وأبي الحسن الأخفش، وتعقب بأنّه لم يثبت ذلك في همزة الاستفهام ولم يسمع منهم «هتضرب زيدا» بمعنى: «اتضرب زيدا»، وإذا لم يثبت ذلك فكيف يحمل هذا عليه لكن إذا ثبت إبدال الهمزة هاء فلا نظر إلى كونها همزة استفهام ولا غيرها وهذا أعني كونها همزة استفهام أبدلت هاء ظاهر على قراءة قنبل وورش لأنّهما لا يدخلان ألفا بين الهاء وهمزة «أنتم» لأنّ إدخال الألف إنّما كان لاستثقال توالي همزتين فلمّا أبدلت الهمزة هاء زال الثقل لفظا فلم يحتج إلى ألف فاصله وقد جاء أبدال همزة الاستفهام ألفا في قول الشاعر (١):


= - ولا يلزم تخفيف الثقيل وهو أحد وجهي التيسير المصرح به في أسانيده من قراءته على فارس وفاقا للجامع من قراءته على أبي الحسن، ولم يذكر صاحب العنوان والكافي وغيرهما ممن لم يذكر الإدغام عن أبي عمرو سواه وجها واحدا إلاّ أن بعضهم خصّ ذلك بالسوسي كصاحب العنوان، وبعضهم عمّ أبا عمرو وكمكي، الثاني الإدغام مع الإبدال للتّخفيف، وهو في جميع كتب أصحاب الإدغام من روايتي الدوري والسوسي جميعا وهو عن السوسي في الشاطبية وفاقا لتذكرة ابن غلبون، والثاني في التيسير، وهو المأخوذ به اليوم في الأمصار من طريق الحرز وأصله وبه كان يقرئ الولي أبو القاسم بن فيرّة كما ذكره عنه السخاوي في آخر باب الإدغام من شرحه لقصيدته، وهو مستند أهل العصر في تخصيص السوسي بوجه واحد، فإن قلت: فكيف ذكر في الحور الوجهين الإدغام والبدل للسوسي؟، أجيب: بأنه قال في خطبته: «وفي يسرها التيسير رومت اختصاره» فلم يلتزم ما قرأه وعلى هذا يجب على المجيز أن يقول أجزته بما نقل أن الشاطبي كان يقرئ به ولا يجوز أن يقول قرأ على بما في الشاطبية لأنه افتراء]، والرّاجح أنها كررت في آخر باب الإدغام.
(١) البيت من الكامل، وهو لجميل بثينة في ديوانه: ١٩٦، وهو في لسان العرب ١٥/ ٤٥٠ مادة (ذا) قال: "وأنشده اللحياني عن الكسائي لجميل"، وشرح الشافية ٣/ ٢٢٤، وهو لمجهول في شرح شواهد الشافية: ٤/ ٤٧٧ برواية الديوان وقال: "قائله مجهول ويشبه أن يكون من شعر عمر بن أبي ربيعة المخزومي، فإن غالب شعره أن النساء يتعشقنه" وليس البيت في ديوان عمرو، -

<<  <  ج: ص:  >  >>