للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كجزء الكلمة الواحدة فهي في حكم المنفصل لأنّها لو سقطت لم يختل معنى الكلمة فلذا ذكرت مع المنفصل الذي ينقل إليه والذي يسكت عليه كما سيأتي إن شاء الله - تعالى -.

ثمّ إنّ لام التّعريف عند سيبويه حرف تعريف بنفسها والألف قبلها ألف وصل ولذا تسقط في الدرج، وقال الخليل: الهمزة للقطع والتعريف حصل بهما.

ويتفرّع عليه إذا نقلت حركة الهمزة إلى لام التّعريف وقصدت الابتداء على مذهب النّاقل فعلى مذهب الخليل يبتدئ بالهمزة وبعدها اللاّم محركة، وعلى مذهب سيبويه إن اعتدّ بالعارض ابتدأ باللام، وإن اعتدّ بالأصل ابتدأ بالهمز وهذان الوجهان في كلّ لام نقل إليها، وعند كلّ ناقل.

وقد اختلف عن ورش من النقل في حرف وهو ﴿كِتابِيَهْ * إِنِّي ظَنَنْتُ﴾ (١) في الحاقة فالجمهور رواه عنه بإسكان الهاء وتحقيق الهمزة على مراد القطع والاستئناف من أجل أنّها هاء سكت، ولم يذكر في (التّيسير) غيره ورجحه في (الحرز)، وروى الآخرون النّقل طردا للباب، وضعّفه الشّاطبي وغيره (٢).

واختلف في ﴿آلْآنَ وَقَدْ كُنْتُمْ﴾، و ﴿آلْآنَ وَقَدْ عَصَيْتَ﴾ كلاهما بيونس (٣) فقالون وكذا ابن وردان وفاقا لورش بالنّقل فيهما، وافقهم ابن محيصن من (المفردة)، واختلف عن ابن وردان في ﴿آلْآنَ﴾ غير يونس في جميع القرآن فروى النّهرواني وابن هارون من غير طريق هبة الله عنه النقل، وروى هبة الله وابن مهران والوزان وابن العلاّف [عدم] (٤) النقل، فوجه تخصيص موضعي يونس زيادة الثّقل بثلاث همزات،


(١) الحاقة: ١٩، ٢٠.
(٢) النشر ١/ ٤١٠، التيسير: ١٥٧، والشاطبية البيت (٢٣٤) في قوله:
وكتابيه … بالإسكان عن ورش أصح تقبلا
(٣) يونس: ٥١، ٩١، (البقرة: ٧١، النساء: ١٨، الأنفال: ٦٦، يوسف: ٥١، الجن: ٩).
(٤) ما بين المعقوفين سقط من (الأصل، أ، ط، ج)، وهو في النشر ١/ ٤١٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>