للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا ﴿أَذْهَبْتُمْ﴾ فقرأه بهمزة واحدة على الخبر نافع وأبو عمرو وعاصم وحمزة والكسائي وكذا خلف، وافقهم ابن محيصن بخلف عنه، واليزيدي والأعمش، وقرأ ابن كثير والداجوني عن هشام من طريق النّهرواني وكذا رويس بهمزتين على الاستفهام وتسهيل الثّانية مع القصر، وافقهم ابن محيصن في الوجه الثّاني عنه، وقرأ هشام من طريق المفسر بالتحقيق والمد، وقرأ ابن ذكوان، وكذا روح بالاستفهام والتّحقيق مع القصر، وافقهما ابن محيصن في الوجه الثّالث عنه فصار له ثلاثة أوجه:

بهمزة واحدة، وبهمزتين مع التّسهيل والقصر، والثالث: تحقيقهما مع القصر أيضا، وقرأ هشام من طريق ابن عبدان عن الحلواني وكذا أبو جعفر بالمد والتّسهيل، فصار لهشام ثلاثة أوجه: تسهيل الثّانية مع القصر، والتّحقيق مع المدّ، والتسهيل مع المدّ، وعن الحسن إبدال الثّانية ألفا والمدّ لالتقاء السّاكنين (١).

وأمّا ﴿أَنْ كانَ ذا مالٍ﴾ (٢) فقرأه نافع وابن كثير وأبو عمرو وحفص والكسائي وكذا خلف بهمزة واحدة مفتوحة على الخبر على أنّها «أن» المصدرية في موضع المفعول مجرورة بلام مقدّرة واللام متعلّقة بفعل النّهي، أي: ولا تطع من هذه صفاته لأن كان متمولا، قاله في (الدّر) مع غيره (٣)، وافقهم ابن محيصن واليزيدي والمطّوّعي، وقرأ هشام من طريق الحلواني وابن ذكوان بخلف عنه وكذا أبو جعفر من غير خلف بهمزتين: محققة فمسهلة بين بين مع المدّ كذا نصّ عليه ك ﴿أَعْجَمِيٌّ﴾ لابن ذكوان:

ابن شريح والمهدوي ومكي وابن سفيان وأبو الطّيب ابن غلبون لكن ردّه الدّاني بما قدّمته في ﴿ءَ أَعْجَمِيٌّ﴾ فليراجع، والله أعلم.


(١) النشر ١/ ٣٦٦، الإيضاح: ١٣٢، المبهج ١/ ٢٦٨، مفردتي الحسن: ٤٨٣، ومحيصن: ١٤٩.
(٢) القلم: ١٤.
(٣) الدر ١٠/ ٤٠٦، ونصه: "ففيه أربعة أوجه، أحدها: أنها «أن» المصدرية في موضع المفعول له مجرورة بلام مقدرة. واللام متعلقة بفعل النهي، أي: ولا تطع من هذه صفاته؛ لأن كان متمولا وصاحب بنين. الثاني: أنها متعلقة ب «عتل»، وإن كان قد وصف، قاله الفارسي، وهذا لا يجوز عند البصريين، وكأن الفارسي اغتفره في الجار. الثالث: أن يتعلق ب «زنيم» ولا سيما عند من يفسره -

<<  <  ج: ص:  >  >>