للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قبلها فجعلت واوا بعد الضّمّة وياء بعد الكسرة وفتحت محافظة على حركتها.

وقد اختلف عنهم في كيفيه تسهيل الخامس وهو مضمومة فمكسورة نحو:

﴿يَشاءُ إِلى﴾ (١) فقال الجمهور من المتقدمين: تبدل واوا خالصة مكسورة، فدبّروها بحركتها وحركة ما قبلها، قال الدّاني: "وهو آثر في النقل"، وقال جمهور المتأخرين:

"تجعل بين الهمزة والياء" فدبّروها بحركتها، قال الجعبري: "وهو مذهب البغدايين" وقال/الدّاني: "إنّه الأوجه في القياس" (٢)، ونحوه قول الشّاطبي (٣):

وقل … يشاء إلى كاليا أقيس معدلا

وفهم من قوله: "أقيس"، وجه ثالث وهو تسهيلها كالواو، فدبّروها بحركة ما قبلها على رأي الأخفش، وهو مقيس عنده كراهة وقوع ما هو كالياء السّاكنة بعد الضّم وهو مذهب البصريين فهذه ثلاثة أوجه: مقيس، وأقيس، وغير مقيس، وهذا موافق لنقل ابن شريح في الكافي قاله الجعبري (٤)، وتعقب شيخ مشايخنا العلامة ابن الجزري الثّالث ب: "عدم صحّته نقلا وإمكانه لفظا فإنّه لا يتمكن منه إلاّ بعد تحويل كسر الهمزة ضمة أو تكلف إشمامها الضّم، وكلاهما لا يجوز ولا يصحّ وأنّ ابن شريح قد أبعد وأغرب حيث حكاه، ولم يصب من وافقه" (٥).

وقرأ الباقون وهم: ابن عامر وعاصم وحمزة والكسائي وكذا روح وخلف بتحقيقهما في الأقسام الخمسة على الأصل، وافقهم الحسن والأعمش.

*****


(١) كما في: البقرة: ١٤٢، ٢١٣، يونس: ٢٥، النور: ٤٦.
(٢) التيسير: ١٥٢.
(٣) الشاطبية البيت (٢٢١)، كنز المعاني ٢/ ٤٤٢.
(٤) كنز المعاني ٢/ ٤٤٢، معاني القرآن للأخفش ١/ ٤٢، الكافي: ٤٦.
(٥) النشر ١/ ٣٨٨، والنقل بتقديم وتأخير يسير.

<<  <  ج: ص:  >  >>