للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فكثير من أهل الأداء سهّله بالنّقل إلحاقا له بما هو من كلمة، وهو أحد الوجهين في (الحرز)، وإليه ذهب أبو علي البغدادي.

واستثنوا من ذلك ميم الجمع نحو ﴿عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ﴾ (١) وإن أجازه النّحاة لأنّ ميم الجمع أصلها الضّم فلو تحركت بالنّقل لتغيرت عن حركتها الأصلية، ولذلك آثر ورش صلتها عند الهمز لتعود إلى أصلها ولا تحرك بغير حركتها والله أعلم.

وذهب آخرون إلى تحقيقه أجروه مجرى المبتدأة وهو مذهب كثير من الشّاميين والمصريين والمغاربة قاطبة، ولم يجز الدّاني غيره، وهو مذهب شيخه أبي الفتح فارس، وقد غلّط من نسب تسهيله إلى أبي الفتح ممّن شرح (الحرز) وظنّ أنّ تسهيله من الزيادات على (التّيسير) لا على طرقه، فإنّ الصّواب أنّ هذا ممّا زاده على (التّيسير) وعلى طرق الدّاني، فإنّه لم يذكر في شيء من مؤلفاته في هذا سوى التّحقيق والوجهان/صحيحان قاله في (النّشر) (٢).

وإن كان ألفا فبعضهم سهّلها بين بين، وهو مذهب ابن مجاهد وابن شيطا وذهب الجمهور إلى التّحقيق في هذا وفي كلّ ما وقع الهمز فيه محرّكا منفصلا سواء كان قبله ساكن أو متحرك.

وأمّا الواو والياء المدّيتين فسهله بالنّقل وأدغم من سهّله مع الألف.

وإن كان حرف لين فإنّه يسهل بالنّقل كالسّاكن الصّحيح وحكى أبو العلاء الحافظ وابن سوار قلبها حرف لين من جنس ما قبلها وإدغام الأوّل في الثّاني فيصير حرف لين مشدّد، وضعّفه في (النّشر) فقال: "الصّحيح الثابت رواية في هذا النوع هو النّقل ليس إلاّ وهو الذي لم أقرأ بغيره على أحد من شيوخي ولا آخذ بسواه" (٣).


(١) المائدة: ١٠٥.
(٢) النشر ١/ ٤٣٥، التيسير: ٤١، الروضة ١/ ٢٣١.
(٣) النشر ١/ ٤٣٦، غاية الاختصار ١/ ٢٥٢، المستنير ١/ ٤٩٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>