للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قال مكّي (١):" هم المذكورون في «الواقعة» (٢)، فالسّابق بالخيرات: هو المقرّب (٣)، والمقتصد: أصحاب الميمنة، والظّالم لنفسه: أصحاب المشأمة " (٤).

وتعقّبه في (البحر) (٥) " بأنّ الأكثرين على أنّ هؤلاء الثّلاثة هم في أمّة الرّسول ، ومن كان من أصحاب المشأمة مكذبا ضالا لم يورّث الكتاب، ولا اصطفاه الله، وإنّما الذي في الواقعة أصناف الخلق من الأوّلين والآخرين، قال عثمان بن عفان : "سابقنا أهل جهادنا، ومقتصدنا أهل حضرنا، وظالمنا أهل بدونا، لا يشهدون جماعة ولا جمعة" (٦).

وقيل: الظّالم: المقصّر في العمل بالقرآن، والمقتصد: العامل به في أغلب الأوقات، والسّابق: الذي يضم التّعليم والإرشاد إلى العمل (٧).

وقال الحسن (٨): الظّالم: من خفّت حسناته، والمقتصد من استوت، والسّابق:

من ترجّحت (٩).


(١) مكي بن أبي طالب - حموش - بن محمد بن مختار الأندلسي القيسي، أبو محمد: المقرئ، من أهل القيروان، ولد فيها سنة ٣٥٥ هـ، سكن قرطبة وأقرأ بجامعها وتوفى فيها سنة ٤٣٧ هـ، ألف: مشكل إعراب القرآن، والكشف عن وجوه القراءات، والتبصرة، الأعلام للزركلي ٧/ ٢٨٦.
(٢) إشارة مكي إلى آيات سورة الواقعة من الآية ٨ حتى الآية ١٢ قوله تعالى ﴿فَأَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ ما أَصْحابُ الْمَيْمَنَةِ (٨) وَأَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ ما أَصْحابُ الْمَشْئَمَةِ (٩) وَالسّابِقُونَ السّابِقُونَ (١٠) أُولئِكَ الْمُقَرَّبُونَ (١١) فِي جَنّاتِ النَّعِيمِ﴾ (١٢).
(٣) في (ب): هم المقربون.
(٤) الهداية إلى بلوغ النهاية، لمكي ٩/ ٥٩٧٥.
(٥) البحر المحيط، لأبي حيان الأندلسي ٩/ ٣٢.
(٦) في (ت) "جمعة ولا جماعة"، وهو الذي في البحر المحيط ٩/ ٣٢، رواه البيهقي في البعث: ٨٥ (٦٢)، وفيه راو مبهم، وانظر: كنز العمال ٢/ ٤٨٦.
(٧) انظر: تفسير السراج للشربيني ٣/ ٢٧٢، فتح القدير للشوكاني ٦/ ١٣٨.
(٨) أي البصري، وهو الحسن بن أبي الحسن يسار، مولى زيد بن ثابت الأنصاري، روى عن عمران بن حصين، والمغيرة بن شعبة، وقرأ القرآن على حطان الرقاشي، وروى عنه يونس بن عبيد، وحميد الطويل، مات سنة عشر ومئة، السير ٤/ ٥٨٧، طبقات ابن سعد ٧/ ١٥٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>