للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

[وعن ابن مسعود عن ابن جرير الطبري (١) قال: "هذه الأمّة ثلاثة أثلاث يوم القيامة: ثلث يدخلون الجنّة بغير حساب، وثلث يحاسبون حسابا يسيرا، وثلث يجيئون بذنوب عظام، حتى يقول: ما هؤلاء؟، وهو أعلم ، فتقول الملائكة: هؤلاء جاءوا بذنوب عظام إلاّ أنّهم لم يشركوا بك، فيقول الله ﷿:" أدخلوا هؤلاء في سعة رحمتي "، وتلا عبد الله هذه الآية: ﴿ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتابَ الَّذِينَ اِصْطَفَيْنا مِنْ عِبادِنا﴾ … (٢) الآية] (٣).

وقد اختلف في هذه الأصناف على نيّف وأربعين (٤) قولا، ثمّ عقّب الآيات المذكورة بقوله تعالى: ﴿جَنّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَها﴾ (٥)، والظّاهر أنّ الضّمير المرفوع في ﴿يَدْخُلُونَها﴾ عائد على الأصناف الثّلاثة (٦)، وهو قول عمر بن الخطاب، وعثمان بن عفان، وعبد الله بن مسعود، وأبي الدّرداء (٧)، وعقبة بن عامر (٨)، وأبي سعيد (٩)


(١) تفسير الطبري ١٩/ ٣٦٨، بسند رواته كلهم ثقات، وهو: محمد بن جرير بن يزيد الطبري، أبو جعفر، ولد سنة ٢٢٤ هـ بآمل، له التفسير المشهور، وتاريخ الرسل والملوك وغيرها من الكتب، مات سنة ٣١٠ هـ، الأعلام ٦/ ٦٩، الوفيات ١/ ٤٥٦، تاريخ بغداد ٢/ ١٦٢.
(٢) فاطر: ٣٢.
(٣) ما بين المعقوفين في هامش جميع النسخ ما عدا «ج» واقع قبل جملة التوريث السابق ذكرها.
(٤) قال أبو هلال العسكري في الفروق اللغوية ١/ ٥٥٣:" النيف من واحد إلى ثلاثة .. ولا يقال نيف إلا بعد عقد نحو عشرة ونيف، ومائة ونيف "، وفي المعجم الوسيط ٢/ ٩٦٤:" نيف عليه زاد عليه "، انظر: تاج العروس ٢٤/ ٤٤٤، تهذيب اللغة ١٥/ ٣٤٢، وجمهرة اللغة ٢/ ٤٨.
(٥) فاطر: ٣٣.
(٦) الوجيز، لابن عطية ٤/ ٥٠٤.
(٧) عويمر بن زيد بن قيس، أبو الدرداء، حكيم الأمة وسيد القراء، روى عنه أنس بن مالك، وفضالة بن عبيد ولي قضاء دمشق، مات قبل عثمان بثلاث سنين، السير ٢/ ٣٣٥، أسد الغابة ٦/ ٩٧، الإصابة ٧/ ١٨٢.
(٨) عقبة بن عامر الجهني، أبو عبس، المقرئ، صاحب النبي من أصحاب الصفة، ومن الرماة المشهورين، حدث عنه سعيد بن المسيب، وأبو إدريس الخولاني، وغيرهم، مات سنة ٥٨ هـ، السير ٢/ ٤٦٧، أسد الغابة ٤/ ٥٣، الإصابة ٧/ ٢١.
(٩) سعد بن مالك بن سنان بن ثعلبة، أبو سعيد الخدري، شهد الخندق، وبيعة الرضوان، حدث عنه ابن عمر وجابر وعمرو بن سليم، مات سنة ٧٤ هـ، السير ٣/ ١٦٨، أسد الغابة ٢/ ٢٨٩، -

<<  <  ج: ص:  >  >>