للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عن الأعمش، وفي (الإرشاد) (١) للأخفش عن ابن ذكوان، والمرتبة التي تليها بخمس ألفات وهي في (الكامل) عن حمزة وغيره من أصحاب السّكت، ولورش من طريق الأصبهاني عنه، وفي (الجامع) لأبي بكر من طريق الأعشى ولحفص في رواية الأشناني وللكسائي في رواية قتيبة قال: لأنّ هؤلاء لا يسكتون على السّاكن قبل الهمز فهم لذلك أشدّ تحقيقا وأشدّ تمكينا.

وتعقّب في (النّشر) (٢) الإطلاق فصوّب تخصيص هذه المرتبة بأصحاب السّكت على المدّ لا لأصحاب السّكت مطلقا فإنّ من يسكت على حروف المدّ قبل الهمز كما يسكت على السّاكن غيره قبل الهمز لا بدّ لهم من زيادة قدر السّكت بعد المدّ فمن ألحق هذه الزّيادة بالمدّ زاد مرتبة على السّابقة، ومن لم يلحقها بالمدّ لم يتجاوزها ومن عدل عن ذلك فقد عدل عن الأصوب والأقوم انتهى، والمرتبة التي فوقها بست ألفات قدّرها الهذلي، وذكرها في (كامله) لورش، وقد انفرد بهذه المرتبة وشذّ عن إجماع أهل الأداء، انتهى ملخصا.

قال الجعبري: "لا تحصيل لمن قال غايتها خمسة للخروج عن الحدّ، وهذا كلّه على التقريب لا التحديد، ولا يضبطه إلاّ المشافهة والإدمان" (٣)، انتهى، فالتقدير بالألفات لا تحقيق وراءه بل يرجع الخلاف فيه إلى أن يكون لفظيّا لأنّ مرتبة القصر إذا زيدت أقلّ زيادة صارت ثانية، وهلم جرّا إلى أقصى ما قيل فيه فالمقدر غير محقّق والمحقق إنّما هو الزيادة (٤).

ثمّ إنّ الخلاف المذكور إنّما هو في الأصل، فإن وقف عاد الحرف إلى أصله وسقط المدّ الزائد.


(١) الإرشاد ١/ ١٦٩، الكامل: ٤٢٢، التيسير: ٣٠، التجريد: ١٣٧، المستنير ١/ ٥٠٨.
(٢) جامع البيان ٤/ ١٦٤٨، التلخيص: ١٦٣، النشر ١/ ٣٧٠، والنقل بتصرف.
(٣) كنز المعاني ٢/ ٣٤٥.
(٤) النشر ١/ ٣٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>