للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الاقتصار على إمالة الألف مع الهاء دون ما قبل الألف، والأصل في هذا الباب هو الاقتصار على إمالة الهاء والحرف الذي قبلها فقط انتهى (١).

فإن قلت: لا حاجة لاستثناء الألف لأنّ الكلام في إمالة الفتحة لا في إمالة الحرف فلم يشمل إلاّ كلّ مفتوح؟.

أجاب الشّيخ بدر الدين ابن أم قاسم في شرحه لألفية ابن مالك: بأنّه خوف من أن يتوهّم أنّ هاء التّأنيث تسوّغ إمالة الألف كما سوّغت إمالة الفتحة (٢).

ثمّ إنّ إمالة هذا القسم لغة شائعة لبعض العرب حكاها الأخفش سعيد بن مسعدة، وقيل للكسائي: إنّ (٣)، وفسره الجعبري كالدّاني بأنّ المراد أهل الكوفة لأنّهم بقية أبناء العرب (٤)، وهذا جار على الألسنة في نحو ﴿هُمَزَةٍ﴾ و ﴿لُمَزَةٍ﴾ (٥) و ﴿خَلِيفَةً﴾ (٦) وما شابه ذلك، إلاّ إنّ إمالتها مخصوصة بالوقف، وبذلك قرأ الكسائي فكان يميل كلّ تاء تأنيث انقلبت في الوقف هاء سواء رسمت تاء نحو ﴿بَقِيَّتُ اللهِ خَيْرٌ﴾ (٧) أو هاء نحو ﴿رَأْفَةٌ﴾ (٨)، ورووا عنه في ذلك قراءتين:

أحدهما: وهو مذهب ابن مقسم وابن شنبوذ والخاقاني وابن الأنباري إطلاق الإمالة عند جميع الحروف من غير استثناء شيء سوى الألف كما تقدّم، ولا اشترطوا شرطا، وهو أيضا مذهب أبي الفتح فارس وشيخه عبد الباقي وبه قرأ الدّاني على


(١) النشر ٢/ ٨٩.
(٢) توضيح المقاصد ٥/ ١٥٠٦.
(٣) النشر ٢/ ٨٣.
(٤) كنز المعاني ٢/ ٨٨٠.
(٥) الهمزة: ١.
(٦) كما في: البقرة: ٣٠، ص: ٢٦.
(٧) هود: ٨٦.
(٨) كما في النور: ٢، الحديد: ٢٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>