للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

استصحابا للأصل مع الملائم حتى يحسن اللفظ بالتّناسب المتّسق فيسهل على اللافظ ويعجب السّامع، ولا يجوز التّفخيم له لتنافر اللفظ لخروجه من تسفّل إلى تصعّد اللسان ليعمل عملا واحدا.

وها هنا تنبيه أشار إليه صاحب (النّشر) (١) وذكره غير واحد من أئمتنا وهو أنّه إذا سبق اللاّم من اسم الله - تعالى - راء ممالة كقوله - تعالى - ﴿نَرَى اللهَ﴾ و ﴿وَسَيَرَى اللهُ﴾ (٢) على مذهب السّوسي جاز تفخيم اللاّم لعدم وجود الكسر الخالص قبلها والتّرقيق لعدم وجود الفتح الخالص قبلها والأوّل اختيار السّخاوي كالشاطبي، وقرأ به الدّاني على أبي الفتح عن قراءته على السّامري، والثّاني قرأ به صاحب (التّجريد) على عبد الباقي، وقال الدّاني إنّه القياس، وصحّح ابن الجزري الوجهين (٣)، وأمّا نحو قوله - تعالى - ﴿أَفَغَيْرَ اللهِ﴾ (٤) و ﴿وَلَذِكْرُ اللهِ﴾ (٥) إذا رقّق راؤه لورش من طريق الأزرق فإنه يجب تفخيم اللاّم من اسم الله - تعالى - بعدها قولا واحدا لوجود الموجب ولا اعتبار بترقيق الرّاء قبل اللاّم في ذلك كما عبّر به غير واحد من أئمتنا.

وممّا يلغز به فيقال: ما أربع جلالات ينفرد بترقيقها أبو عمرو ووافقه اليزيدي والحسن؟.

ويجاب: بأنّها قوله - تعالى - ﴿كَذلِكَ يُرِيهِمُ اللهُ﴾ في «البقرة» (٦)، و «النحل» ﴿لا يَهْدِيهِمُ اللهُ﴾ (٧)، ﴿يُوَفِّيهِمُ اللهُ﴾ و ﴿يُغْنِيَهُمُ اللهُ﴾ (٨) كلاهما ب «النّور» لأنّ أبا عمرو


(١) النشر ٢/ ١١٦، كنز المعاني ٢/ ٩٢٩، إيضاح الرموز: ٢٣٨.
(٢) البقرة: ٥٥، التوبة: ٩٤.
(٣) قال في النشر ٢/ ١١٧: "قلت والوجهان صحيحان في النظر ثابتان في الأداء".
(٤) الأنعام: ١١٤، النحل: ٥٢، الزمر: ٦٤.
(٥) العنكبوت: ٤٥، جمال القراء ٢/ ٥٤٠، إبراز المعاني ٢/ ١٩١، التجريد: ١٧٤.
(٦) البقرة: ١٦٧.
(٧) النحل: ١٠٤.
(٨) النور: ٢٥، ٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>