للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي رواية لابن أبي شيبة والحاكم أيضا:" وضع في بيت العزة في السماء الدنيا فجعل جبريل ينزل به على النّبيّ "، وإسناده صحيح (١).

وفي المنهاج للحليمي (٢):" أن جبريل كان ينزل منه من اللوح المحفوظ في ليلة القدر إلى سماء الدّنيا قدر ما ينزل به على النّبيّ في تلك السنة إلى ليلة القدر التي تليها إلى أن نزّله كلّه في عشرين ليلة من عشرين سنة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدّنيا " (٣)، وهذا أورده ابن الأنباري (٤) من طريق ضعيفة ومنقطعة أيضا.

وما تقدّم من أنّه نزل جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السّماء الدّنيا ثمّ نزل بعد ذلك مفرقا هو الصّحيح المعتمد.

وحكى الماوردي (٥) في تفسيرسورة القدر:" أنّه نزل من اللوح المحفوظ جملة واحدة، وأنّ الحفظة نجّمته على جبريل في عشرين ليلة، وأنّ جبريل نجّمه على النّبي


= - ولم يخرجاه ووافقه الذهبي، قال الحويني في تحقيق تفسير ابن كثير ١/ ١٤١: "وليس كما قالا فلم يخرج الشيخان لحكيم بن جبير شيئا، ثم هو ضعيف"، وأخرجه أيضا الطبري ٣٠/ ١٦٦.
(١) السنن الكبرى ٧/ ٢٤٧ (٧٩٣٧)، وابن أبي شيبة في مصنفه ٧/ ١٩١، الحاكم في المستدرك ٢/ ٦٦٧ (٤٢١٦)، المعجم الكبير ١٠/ ١٧٨ (١٢٢١٣)، المختارة للضياء ٤/ ١٣٣ (١٥١)، وقال في مجمع الزوائد ٧/ ٤٩ (١١٥٠٦): "ورجال البزار رجال الصحيح وفي إسناد الطبراني عمرو بن عبد الغفار وهو ضعيف"، وصححه ابن حجر في الفتح ٤/ ٩.
(٢) الحسين بن الحسن بن محمد البخاري الجرجاني أبو عبد الله، فقيه شافعي قاض، كان رئيس أهل الحديث فيما وراء النهر مولده بجرجان، ووفاته في بخارى، وله المنهاج في شعب الإيمان ثلاثة أجزاء، ولد سنة ٣٣٨، مات سنة ٤٠٣ هـ، الأعلام ٢/ ٢٥٣.
(٣) المنهاج للحليمي ٢/ ٢٣٥، والنص من فتح الباري ٤/ ٩.
(٤) محمد بن القاسم بن محمد بن بشار، أبو بكر الأنباري من أعلم أهل زمانه بالأدب واللغة، ومن أكثر الناس حفظا للشعر والأخبار وله كتب كثيرة في علوم القرآن وأجل كتبه غريب الحديث، ولد ٢٧١، توفي سنة ٣٢٨، الأعلام ٦/ ٣١٢، تاريخ بغداد ٣/ ٣٥.
(٥) الماوردي، قاضي القضاة، أبو الحسن، علي بن محمد بن حبيب البصري الشافعي، ولد بالبصرة في سنة ٣٦٤ هـ، حدث عن الجبلي والمنقري، وحدث عنه أبو بكر الخطيب ووثقه، وتوفي سنة ٤٥٠ هـ، من كتبه: أدب الدنيا والدين، والحاوي في فقه الشافعية، وتفسير النكت والعيون، الأعلام ١/ ٤٢٧، شذرات الذهب ٣/ ٢٨٥، السير ١٨/ ٦٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>