للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وبياء «أولى» بعد «اتقون» نحو ﴿فَاتَّقُونِ﴾ المتفقة الحذف (١)، وب «لا» بعد ﴿وَاِخْشَوْنِ﴾ و ﴿وَاِخْشَوْنِ الْيَوْمَ﴾ أوّل السّورة/المتّفق الحذف، وبالمائدة:

﴿وَاِخْشَوْنِ وَلا﴾ بالبقرة (٢) المتفق الإثبات.

وقرأ هشام كذلك بخلف عنه في «كيدون» بالإعراف، وإثباتها له في الحالين من (العنوان) و (المفيد) و (الكامل) و (الكافي) و (الهداية) و (الهادي) و (المبهج) وفي (التّجريد) من قراءته على الفارسي - يعني من طريق الدّاجوني والحلواني -، وفاقا للجمهور، وبه قرأ الدّاني على أبي الفتح وأبي الحسن من طريق الحلواني عنه كما نصّ عليه في (جامع البيان) وهو الذي في طرق (التّيسير)، ولا ينبغي أن يقرأ من (التّيسير) بسواه، وإن كان قد حكي فيها خلافا عنه فإنّ ذكره ذلك على سبيل الحكاية، وذهب آخرون عنه إلى الإثبات في الوصل دون الوقف، ولم يذكر ابن فارس في جامعه غيره، وقطع به في (المستنير) و (الكفاية) عن الدّاجوني، وهو ظاهر عبارة الدّاني في (المفردات) حيث قال: "بياء ثابتة في الوصل والوقف" (٣)، ثمّ قال:

وفيه خلاف عنه إن جعلنا ضمير، وفيه عائدا على الوقف كما هو الظّاهر، وعلى هذا ينبغي أن يحمل الخلاف المذكور في (التّيسير) إن أخذ به، وبمقتضى هذا يكون الوجه الثّاني من الخلاف المذكور في (الشّاطبيّة) هو هذا على إنّ إثبات الخلاف من طرق (الشّاطبيّة) في غاية البعد وكأنّه تبع فيه ظاهر (التّيسير) فقط، قاله في (النّشر)، وقال الحلواني: رحلت إلى هشام بعد وفاة ابن ذكوان ثلاث مرات، ثمّ رجعت إلى حلوان فورد عليّ كتابه: إنّي أخذت عليك ﴿ثُمَّ كِيدُونِ﴾ بالأعراف بياء في الوصل، وهي بياء في الحالين (٤).


(١) باقي مواضع «فاتقون» البقرة: ٤١، النحل: ٢، المؤمنون: ٥٢، الزمر: ١٦، وكلها يثبت يعقوب ياءها وقفا.
(٢) أي ﴿وَاِخْشَوْنِي وَلِأُتِمَّ﴾ بالبقرة: ١٥٠.
(٣) العنوان: ٩٩، الكافي: ١١٩، الهادي: ٢١٩، المبهج ١/ ٣٨٨، المفردات: ٢٥٥.
(٤) النشر ٢/ ١٨٤، المستنير ٢/ ٥٦٩، إيضاح الرموز: ٢٥٨.

<<  <  ج: ص:  >  >>