للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ رويس بخلف عنه بإثبات ياء المنادى من قوله - تعالى - ﴿يا عِبادِ﴾ بالزمر (١) لمناسبة ﴿فَاتَّقُونِ﴾ بعدها وهو رواية جمهور العراقيين وغيرهم وهو في (المستنير) و (الإرشاد) و (غاية) أبي العلاء و (المبهج) وروى الآخرون كابن مهران في (غايته) وابن غلبون في (تذكرته) الحذف وهو القياس إجراء له مجرى سائر المنادى فإنّ القاعدة أنّ الياء تحذف في الحالين من آخر الإسم المنادى، وهو في مائة وإحدى وثلاثين منها ﴿يا رَبِّ﴾ و ﴿رَبِّ﴾ سبعة وستون موضعا، ﴿وَيا قَوْمِ﴾ ستة وأربعون، و ﴿يا بَنِي﴾ ستة، و ﴿يا أَبَتِ﴾ ثمانية، و ﴿يَا بْنَ أُمَّ﴾ و ﴿اِبْنَ أُمَّ﴾ و ﴿يا عِبادِ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ و ﴿يا عِبادِ فَاتَّقُونِ﴾، والياء من هذا القسم ياء إضافة كلمة برأسها استغنى عنها بالكسرة، ولم يثبت في المصاحف من ذلك سوى موضعين بلا خلاف وهما:

﴿يا عِبادِيَ الَّذِينَ آمَنُوا﴾ في العنكبوت، و ﴿يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا﴾ آخر الزمر، وموضع بخلاف وهو ﴿يا عِبادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمُ﴾ بالزخرف (٢) كما سيأتي إن شاء الله - تعالى -، والقراء مجمعون على حذف الياء من ذلك إلاّ موضع الزمر هذا المختص به رويس، قال في (النّشر): "وبالوجهين جميعا أي الحذف والإثبات آخد، لثبوتهما رواية وأداء وقياسا" (٣) انتهى، وقرأ قنبل بخلف عنه «يرتع ويلعب» و «يتق ويصبر» (٤) - وهما فعلان مجزومان - بإثبات الياء فيهما في الحالين إجراء للفعل المعتل في الجزم مجرى الصّحيح؛ وهي لغة قليلة، أو أشبعت الكسرة فنشأت عنها الياء؛ وهي لغة لبعض العرب، والإثبات في ﴿يَرْتَعْ﴾ رواه عنه ابن شنبوذ من جميع طرقه، والحذف في الحالين عنه كالباقين، رواه ابن مجاهد وفي (الشّاطبيّة) عنه الوجهان ك (التّيسير) إلاّ أنّ الإثبات ليس من طريقهما (٥).


(١) الزمر: ١٦.
(٢) العنكبوت: ٥٥، الزمر: ٥٣، الزخرف: ٦٨.
(٣) النشر ٢/ ٢١١، والنص بتصرف.
(٤) يوسف: ١٢، ٩٠.
(٥) النشر ٢/ ١٨١، وانظر أيضا: ٢/ ١٨٧، التيسير: ١٣١، إيضاح الرموز: ٢٥٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>