للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقرأ أبو جعفر «إن يردن الرحمن» (١) ب «يس» بإثبات الياء مفتوحة في الوصل، ساكنة في الوقف كوقف يعقوب عليها، وقرأ الباقون بحذفها فيهما، وقرأ السّوسي وحده بخلف عنه ﴿فَبَشِّرْ عِبادِ * الَّذِينَ﴾ (٢) بالزمر بإثبات الياء مفتوحة في الوصل كما في (التّيسير)، وقال ابن مهران: "وقياس من فتح الياء أن يقف بالياء، ولكن ذكر أبو حمدون وابن اليزيدي أنّه يقف بغير ياء لأنّه مكتوب بغير ياء، وذهب الباقون عن السّوسي إلى حذف الياء وصلا ووقفا، قال في (النّشر):" وقد بنى جماعة من أئمتنا الحذف والإثبات في ﴿فَبَشِّرْ عِبادِ﴾ عن السّوسي وغيره عن أبي عمرو على كونها رأس آية، فقال: عبيد بن عقيل عن أبي عمرو إن كانت رأس آية ووقفت، قلت:

«فبشر عبادي»، وإن وصلت ﴿عِبادِ * الَّذِينَ﴾ قال: وقراءته القطع، وقال ابن مجاهد في كتاب أبي عمرو في رواية عيّاش وابن اليزيدي دليل على أنّ أبا عمرو كان يذهب في العدد مذهب المدني الأوّل، وهو كان عدد أهل الكوفة والأئمة قديما فمن ذهب إلى عدد الكوفي والمدني الأخير والبصريين حذف الياء في قراءة أبي عمرو ومن عدّ عدد المدني الأوّل فتحها واتّبع أبا عمرو في القراءة والعدد، وقال ابن اليزيدي في كتابه «الوصل والقطع» - لمّا ذكر لأبي عمرو الفتح وصلا وإثبات الياء وقفا -: "هذا منه ترك لقوله أنّه يتبع الخط في الوقف" قال: "وكان أبا عمرو غفل أن يكون هذا الحرف رأس آية"، وقال الدّاني: "قول أبي عمرو لعبيد بن عقيل دليل على أنّه لم يذهب إلى أنّه رأس آية في بعض العدد إذ خيّره فقال: إن عددتها فأسقط الياء على مذهبه في الفواصل، وإن لم تعدها فأثبت الياء وانصبها - على مذهبه في غير الفواصل - وعند استقبال الياء الألف واللام" قال ابن الجزري: "والذي لم يعدها آية هو المكي والمدني الأوّل فقط، وعدها غيرهما آية، فعلى ما قرروا يكون أبو عمرو اتبع في ترك عددها المكي والمدني الأوّل إذ كان من أصل مذهبه اتّباع أهل الحجاز، وعنهم أخذ


(١) يس: ٢٣.
(٢) الزمر: ١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>