للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمّا يعقوب فقطع له بالبسملة الدّاني (١)، وبالوصل صاحب (الغاية) (٢)، وبالسكت صاحب (المستنير) كسائر العراقيين (٣).

فالوصل: لبيان ما في أواخر السّور من إعراب وبناء وهمزات وصل ونحو ذلك.

والسكت: لأنّهما آيتان وسورتان، وفيه إشعار بالانفصال، واشترط في السّكت أن يكون من دون تنفس (٤).

واختلفت ألفاظهم في التّأدية عن زمن السّكت، وفي (المبهج): "وقفة تؤذن بإسرارها"، أي البسملة، وهذا يدل على المهلة، وفي (جامع البيان): "سكتة خفيفة من غير قطع شديد"، وقال أبو العز: "سكتة يسيرة"، إلى غير ذلك من ألفاظهم المخرج استقصاؤها عن غرض الاختصار، وخصوصا حاصلها يرجع إلى أنّه دون زمن الوقف عادة، وهم في مقداره بحسب مذاهبهم في التّحقيق والحدر والتوسط حسبما تحكمه المشافهة، قال في (النّشر): "والصّواب حمل «دون» من قولهم:" دون تنفس "أن تكون بمعنى: غير، كما دلّت عليه نصوصهم، وما أجمع عليه أهل الأداء من المحققين من أنّ السّكت لا يكون إلاّ مع عدم التّنفس سواء قلّ زمنه أم كثر" (٥)، ويؤيّده ما تقدم عن صاحب (المبهج) فإنّ الزّمن الذي يؤذن بإسرار البسملة أكثر من زمن إخراج النّفس بلا نظر، وقد علم بهذا أنّ حمل «دون» على معنى «أقل» خطأ، وعلى تقدير حملها على معنى «أقلّ» فلا بدّ من تقديره كما قدّروه بقولهم: أقلّ من زمن إخراج النّفس ونحو ذلك، وعدم التّقدير أولى (٦)، والله أعلم.


(١) النشر ١/ ٢٦٠، مفردة يعقوب للداني: ١٣٥، وزاد في النشر: مفردة ابن الفحام: ١٣٢، مفردة ابن شريح: ٧٥، الوجيز: ٧٧ وليس من طرق النشر، الكامل: ٤٧٤.
(٢) النشر ١/ ٢٦٠، غاية الاختصار ١/ ٤٠١.
(٣) النشر ١/ ٢٦٠، المستنير ٢/ ٧، الإرشاد: ٤٠، الكفاية الكبرى: ١٦٩.
(٤) كنز المعاني ٢/ ١٩٨.
(٥) النشر ١/ ٢٤١، المبهج ١/ ٤٢٨، جامع البيان: ١٥٢، الإرشاد: ١٨٨.
(٦) النشر ١/ ٢٤١.

<<  <  ج: ص:  >  >>