وقال -بعد أن رجح أَنَّهَا مِن الْقُرْآنِ حَيْثُ كُتِبَتْ آيةً مِن كِتَاب اللهِ مِن أولِ كُلِّ سُورَةٍ، وَلَيْسَتْ مِن السورَةِ-: لَكِنَّ هَؤُلَاءِ تَنَازَعُوا فِي الْفَاتِحَةِ: هَل هِيَ آيةْ مَنْهَا دُونَ غَيْرِهَا؟ على قولين: أَحَدُهُمَا: أَنَّهَا مِن الْفَاتِحَةِ دونَ غَيْرِهَا. وَالثَّانِي: أنَّهَا لَيْسَتْ مِن الْفَاتِحَةِ، كَمَا أَنَّهَا لَيْسَتْ مِن غَيْرِهَا، وَهَذَا أَظْهَرُ. المجموع (٢٢/ ٤٣٩ - ٤٤٠). وهو رأي العلامة ابن عثيمين -رَحِمَه اللهُ- الشرح الممتع (٣/ ٥٧) وغيرهما. والإشكال: هو أنَّ البسملة معدودة آية في مصحفنا، كما هو الحال في مصاحف الكوفيين كلهم، وخلف العاشر، بخلاف المصاحف الأخرى. فعلى رأي هؤلاء كيف يُضاف إلى القرآن ما ليس منه؟ فهم لا يرونها آية؟ وهل يقولون بأن كتابتها خطأ؟ والصواب ما قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى أنّ كلا القولين صحيح، فهي آية في بعض الأحرف السبعة، وليست آية في حرفِ آخر، كحال القراءات الأخرى المتواترة.